يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: «إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» متفق عليه.

ما سمي القلب إلاَّ من تقلبه فاحذر على القلب من قَلْب، للقلب مسميات كثيرة ومنها القلب المطمئن والقلب المنيب والقلب السليم والقلب اللين والقلب الرحيم الرؤوف والقلب الخاشع والقلب الساكن الهادئ والقلب القوي رابط الجأش والقلب المخبِت. وفي حياة الإنسان هناك مسميات أخرى ومنها قلب مهموم وقلب مغرم وقلب حاسد وآخر حقود وماكر. كسر القلب بالكلمات الجارحة والمؤذية طريق وعر وتنافر وحقد، يقول الخليفة علي بن طالب رضي الله بيت شعر:

إِنَّ القُلوبَ إِذَا تَنَافَرَ ودُّهَا ... شِبْهُ الزُجَاجَةِ كَسْرُهَا لا يُشْعَبُ.

الإنسان يتقبل أصعب المواقف من معظم منهم حوله لكن عندما يأتي الجرح من شخص ساكن القلب فإنه يصبح جرحًا لا يبرأ كفانا الله جروح الأقربين ومن حولنا.

يقول الشيخ محمد بن العثيمين: القلوب قد تتنافر ودها ثم ترجع للود قال تعالى (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ). وفي علم الحزن والانكسار القلب من المشاعر الخمسة الأساسية التي أقرّها العالم النفساني بول إكمان وهي: السعادة والحزن والغضب والدهشة والخوف. ومن ناحية أخرى هناك طاقة سلبية للقلب ينتج عنها موجات وهالات تشعرنا والآخرين ممن حولنا بحالة من عدم الارتياح والتنافر والكراهية، التي تنعكس على صحتنا النفسية والجسدية.

العقل والقلب أتساءل من منهما يتحكم بقراراتنا ومن يسيطر على تفاصيل حياتنا أهو القلب أم القلب أم العلاقة بينهما متشابكة. جَعل الله محَل العَقل في القَلب، وهَذا يُدلل لنا أنَّ القَلب هُو مَحل الإدرَاك والتَمييز، وهل هناك مكان آخر ربما في مخ الإنسان بغض النظر عن مكانه. للعقل دور وللقلب دور آخر، وكما أعرف أن العقل يفكر والقلب يقر وهو مستوطن الأحاسيس والمشاعر بمعنى أنَّ القَلبَ يحتاجُ إلى ما يَستوثقه بأنَّ الشَخص الذي حازَ عَلى مَشاعر الإعجَاب والاهتمَام يَستحقُ ذلك، وحين يغيب العقل يغيب كل شي عند الانسان أقتبس:

(ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم).

إذا أصبحت القلوب متنافرة أصبحت حياة الإنسان صحراء جافة قاحلة، التنافر بين القلوب يُولّد الفرقة والشجار وعدم الاحترام وسلوك طرق ملتويه للوصول الى ما نهاية. أستغرب من تنافر القلوب القريبة.

بعض حياة الإنسان قصيرة فلماذا التنافر والحقد. الرحمة عنوان المحبة الرحمة هي مفتاح القلوب المقفلة القاسية.

قال مالك بن دينار: (ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة قلب، وما غضب الله عزَّ وجلَّ على قوم إلا نزع منهم الرحمة).

دعوة لأصحاب القلوب المتنافرة هل تذوقهم حلاوة القلوب الطيبة ما أعظم هذا القلب وما أسعد صاحبه، تستطيع بذلك القلب أن تملك قلوب الآخرين وإن قست. وأي نعمة عظيمة هذه حين يملك الإنسان قلبًا طيبًا محبًا للآخرين معطاء.

أقتبس (ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب) ابن القيم.