(1)

يسألونك عن النجاح قل هو بالغ الصعوبة، وعندما يكون سهلا فإن ثمة خللا!

إنما النجاح محطة الوصول بعد مسيرة طويلة يفترض أن يكون ملؤها الألم، والأمل، والشقاء، والتعب، والتعثر..

أتحدث عن ذلك النجاح الذي احتاج إلى الشجاعة، والسهر، والقلق، والخوف، والترقب، والدموع.

(2)

النجاح صعب إلا في مدارسنا، فهو -في المدارس- ممكن جدًا، وبلا جهد، وقد قال الخبثاء إن الطلبة ينجحون -أحيانا- قبل الاختبار!

وللأسف أن «الجدية» في التعليم غائبة، فتمرير الطالب إلى الصف التالي وهو غير مستحق، أمر بالغ الخطورة على الفرد، والمجتمع.

فالمعلمون يديرون العملية التعليمية بشيء من العواطف، والأسر ترحب بهذا الخلل..

هروب من المسؤولية سيكلفنا الكثير!

(3)

العناية بالعقول أمر شاق، لذا فإن المدرسة ليست مسؤولة عن التعليم وحسب، بل عليها مهمة «صناعة» أفراد صالحين منتجين، على مستوى كافٍ من الوعي، والإدراك، وخدمة المجتمع، من خلال التثقيف، والتوعية، و«زرع» التفكير النقدي، وتنمية الشخصية.

(4)

كانت الاختبارات مكثفة، وذات صعوبة، وكانت الاختبارات النهائية مفصلية في مسيرة الطالب، وكان للعام الدراسي وقار، وكان المعلم صارمًا، ونحبه، وكان النجاح بهجة لا تشبهها بهجة، وكان الرسوب محزنًا ومخجلا، وكان الطالب ذا مخزون معرفي جيد..

اليوم حين تختبر معلومات خريج الثانوية العامة، ستكتشف أنه لا يمكن قبول هذا المستوى «المتدني» من المعرفة لديه بعد 12 عامًا من العمل!

(5)

المدرسة: سلاح المجتمع في معركته من أجل البقاء!

- عيد سعيد، وكل عام وأنتم بخير.