تقول الحكاية: في أحد ملاهي السيرك كان هناك قفص فيه أربعة قرود، فوضع أحد الحراس مجموعة من شرائح الموز في أعلى القفص، وكلما أراد قرد أن يأخذ موزة يرش الحارس الماء البارد على بقية القرود كعقاب لهم.

بعد أيام أخرج الحارس قردا، ووضع مكانه قردا جديدا في القفص، وأول ما وقعت عيناه على الموز، ذهب القرد مسرعا ليأكله، فما كان من بقية القرود إلا أن ضربته ضربا مبرحا، وهو لا يعلم لماذا تم ضربه، ولا يدري ما هو سبب إبعاده عن الموز، وكلما أراد أن يأكل موزة يضرب مرة أخرى، لذلك قرر ألا يقترب من الموز مرة أخرى.

بعد مدة أخرج الحارس قردا، واستبدل قردا جديدا به، وتكرر سيناريو الضرب مرة أخرى، وبعد فترة من الزمن، أخرج الحارس جميع القرود واستبدل قرودا جديدة بهم، لكن ظلت القرود تضرب أي قرد يحاول الاقتراب من الموز دون معرفة السبب.

القصة السابقة تنطبق إلى حد ما على بعض المدراء الذين لا يسمحون للموظفين بالسؤال عن سبب وقوع المشكلة، والمشاركة في حلها، حيث يرى المدير أن الموظف أضعف من أن يحل المشكلة، وهنا يصنع المدير فريقا كاملا تربى على سياسة أن المشكلات لا يحلها ولا يعرفها إلا المدير، فيتشكل لنا فريقا لا يستطيع مواجهة المشكلات، وغير قادر على مواجهة تحديات المنافسة والتغيير السريع في سوق العمل.

بسبب هذه الثقافة، نجد أن الموظفين عند حدوث أي مشكلة يهربون منها، ويرسلونها إلى شخص آخر، لأنهم لا يرون أنفسهم مؤهلين لحلها، كي لا يعاقبهم المدير، تماما مثل الموز والقرود.

كان والت ديزني يسير في متنزهات عالم ديزني، وإذا بفتاة صغيرة تسأله: هل ما زلت تكتب قصص ميكي ماوس؟، قال: لا.. أنا لا أكتب القصص بعد الآن، فسألته الفتاة الحائرة قائلة: إذا ثم ماذا تفعل؟، فقال لها: أنا مثل نحلة تتنقل من زهرة إلى زهرة.. أخذ القليل من حبوب اللقاح هناك، وأقوم ببناء كل العسل في قرص العسل، وكان يقصد أنه كان يتجول في منشآت ديزني، ملقحا خيال كل موظف، لمساعدتهم على أن يصبحوا أكثر إبداعا وإنتاجية. كانت خلية النحل معتادة على جمع الأفكار الجيدة ونشرها، لتحسين الأداء، فكما أن الطبيعة محكوم عليها بالفشل دون أن يلقح نحل مشغول الأزهار، فإن المنظمات محكوم عليها بالفشل دون قادة يلقحون عقول موظفيهم، وكل فرد من الموظفين يلقح عقول زملائه، ولكن هناك اختلاف واحد: التلقيح بالنسبة للنحل وظيفة موسمية، أما بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في التحسين المستمر للخدمة التي تقدمها فرقهم أو موظفيهم، فهذه مسؤولية يومية.. عليهم أن يستيقظوا كل صباح جاهزين للتلقيح.

لا يكون اكتشاف الأخطاء مفيدا، وبدلا من ذلك ركز على كيف يمكن أن تكون الأمور أفضل، ولا تكتفي بإخبار الناس كيف يثبتون الأخطاء، ولكن اسأل: لماذا تفعل ذلك بهذه الطريقة؟.

هل تعتقد أن هناك طريقة أفضل؟.