الكل يجمع على صوابية قراءة مستقبل شعوب منطقتنا العربية «الشرق أوسطية» في كتاب (الانهيار Collapse)، للعالم الموسوعي الأمريكي جاريد دايموند، (Jared Diamond)، والذي بحث فيه أسباب فشل شعوب، ونجاح غيرها.

انطلاقا من ذلك فعملية حساب ما تم سرقته من مستقبل اليمنيين ليست بالأمر الهين، فبالكاد المواطن اليمني يمكنه الحصول على(2$) دولارين لتأمين مصروفه اليومي، وعلى الوجه الآخر فمواطن يمني وحيد من دون عشرة مواطنين يعيش دون خط الفقر الدولي، وبغض الطرف عن معطيات نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.

تقول دراسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إذا استمر القتال في اليمن حتى عام ٢٠٢٢م فستصنف اليمن بالبلد أشد فقرا بالعالم، وبحسبة بسيطة فسيتم سرقة الرخاء بلارجعة مع بدايات 2023م، وليس هذا فحسب، بل تراجعت اليمن على قائمة مؤشر الفساد سنة 2021م، ومن المتوقع أن تتذيله بحلول 2022م.

بات بالأمر غير الممكن والمتاح شطب اليمن من قائمة المخاطر العالية، فإستراتيجيا بات استمرار بقاء اليمن في قائمة غسيل الأموال والإرهاب بحلول عام 2022م خطرا قائما.

كل ما سبق فاتورة دفعها الشعب اليمني بعد أن أراد الخلاص من البيروقراطية الحاكمة «الدولة العميقة» في 2011م، لتكون الكارثة والطامة الكبرى بأن الثيوقراطية التي تحكم اليوم ولدت من رحم البيروقراطية التي ثرنا في وجهها ذات يوم، وهكذا فالخطر الذي في طريقه إلينا هو تقسيم اليمن إلى دويلات وكانتونات يسهل ابتلاعها.