كان يوم أمس، يوما انتخابيا بامتياز.

في فرنسا، الصراع كان حاميا بين الإبقاء على سياسة نيكولا ساركوزي ويمين الوسط، أو الانتقال إلى حكم الاشتراكيين بزعامة فرنسوا هولاند بعد 17 سنة على خسارة فرنسوا ميتران.

واليونان الغارقة في أزمتها المالية، رأت أن الانتخابات البرلمانية وتغيير شكل السلطة ربما ينقذانها من مأزقها، وكذلك صربيا التي تخوض انتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية، أما أرمينيا فتجد في انتخاباتها التشريعية فرصة لتكريس زعامة حزب رئيسها والتحالف الذي يسانده بعد تجربة مشؤومة في عام 2008 لم تخل من الدم.

اليوم ينتقل فلاديمير بوتين من رئاسة الحكومة إلى الكرملين الذي لم يغب طيفه عنه، وإن كان الحاكم الصوري للبلاد، ديمتري ميدفيديف لم يخرج من تحت عباءة سليل الـ"كي. جي. بي" العريق، والكل يسأل: هل فترة بوتين ستكون أكثر تشددا من الفترات السابقة؟، وهل التشدد سيكون عنوان المرحلة المقبلة خاصة أن الدور الروسي بدأ يتمدد في منطقة الشرق الأوسط، عبر سورية وإيران؟

سورية تناست أزمتها، وها هي تستعد اليوم لانتخابات تشريعية، لا ندري كيف سيكون مسارها في غياب وسائل الإعلام العالمية والمراقبين المحايدين، ولكن ما نحن متأكدون منه أن أنصار النظام سيحصدون معظم مقاعد البرلمان، مع بعض الديكور الذي تمثله الأحزاب التي نشأت في ظل نظام الأحزاب الجديد الذي فرضته الثورة السورية.

وإن كانت الجزائر تستعد لانتخابات تشريعية في العاشر من الجاري، فإن السبق كان لإيران التي حسمت بانتخابات الدورة الثانية سيطرة المحافظين بصورة مطلقة على البرلمان.

بانوراما انتخابية غير مكتملة الشروط في ظل غياب الديموقراطية والشفافية عن بعض مكوناتها.