استطاعت أن تكسر حاجز الظلام، وتعوض حرمانها من التعليم بفن النحت الذي يظن الكثير بأنه من اختصاص المبصرين فقط.

تقول الشابة الكفيفة، سهير الخميس ذات الثلاثين ربيعا لـ"الوطن": إن ما تجسده أناملها وهي تتدرب على النحت وتشكيل المجسمات بالطين في مركز رعاية المكفوفين التابع لخيرية مضر في القطيف يخرج الكثير مما في نفسي، وأتخيل أحلامي تتحقق وتتشكل بإحساسي وتخرج من بين يدي، فأنا الآن أصور إحساسي عن طريق النحت ليخرج مجسما.

وتضيف سهير التي تعشق القصص الأدبية والتعايش مع مفرداتها والتلصص على أبطالها، والتفاعل مع تفاصيلها: أنها تحاول من خلال النحت التعبير عن حرمانها من التعليم المدرسي الذي لم يتح لها بسبب عدم وجود معهد للكفيفات بمدينة القطيف، وأنها تؤدي عملا تشعر بجماله ويعبّر عن حبها للتعلم والكتاب.

ولدي 4 إخوة ثلاثة منهم يفتقدون نعمة البصر والرابع معافى، وأهلي يشعرون بالأسف لعدم التحاقي بالمدرسة، وذلك نتيجة لما حققته من نجاحات وتفوق أثناء التحاقي بالدورات التي يقيمها المركز. وتقول: أشعر بولادة جديدة منذ أن افتتح مركز رعاية المكفوفين في المنطقة فهو الحياة بالنسبة لي وأمل جديد ينبض بسعادتي، لقد تعلمت الكثير من خلاله. وتتحدث سهير عن أحلامها قائلة: عندما كنت طفلة كانت لدي أمنية هي أن أكون طبيبة، وعندما بدأت أكبر استوعبت بأن وضعي لا يسمح بتحقيق ذلك الحلم، إلا أن هدفي الذي يسيطر على كل تفكيري الآن هو الدراسة، لقد سألت عن كيفية الالتحاق بالمدرسة بعد هذه السن ولكن للأسف أخبروني بأنني لا أستطيع. لكني لن أتنازل عن هذا الهدف.