لعله بات واضحًا الآن، أن حزب الشيطان المقيدة أفكاره وأهدافه بزرع القلاقل وإدارة الفتن في المنطقة، والقائمة مشاريعه على التكسب غير المشروع من خلال الإتجار بالمخدرات وتسويق الممنوعات، بات واضحًا الآن وأكثر من أي وقت آخر، أنه يقود لبنان إلى الهاوية ويسوقها إلى مستنقع واسع من الأزمات، أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة، تفوق في حدتها تلك التي أحاطت بها مؤخرًا من كل حدب وصوب.

المشهد العام يوحي بذلك، والواقع الحالي يحدثنا عن أن الحزب الذي ينحصر همه وتفكيره في إرضاء الملالي في إيران ماضٍ في مشاريعه الإرهابية التي سوف تعجل من وقوع الأزمات في لبنان، ومثل أي شيء آخر حين يبدأ صغيرًا ثم يكبر ويكبر، ككرة الثلج المتدحرجة التي تكبر على قدر سرعتها، لتستقر في نهاية المطاف لكن بعد أن تتحطم وتحطم معها كل الأشياء التي صادف مرورها، هكذا يبدو الوضع الحالي في لبنان بمحض إرادة اللبنانيين أنفسهم مع كل أسف، علموا بذاك أم لم يعلموا.

بالعودة قليلاً إلى الوراء، واستذكار بعض من الأزمات التي وقعت أخيرًا وعصفت بلبنان ومقدراته، سوف نرى أن هذا الحزب هو المتسبب الأول لكل تلك الأزمات، ابتداءً من نشوء أزمة أرتال القمامة التي غزت شوارع لبنان في وضع لم يكن يليق أبدًا بدولة عربية كلبنان، (سويسرا الشرق) التي أمست يومها كومة من النفايات التي تفوح منها رائحة العفن عوضًا عن رائحة الورد وأشجار الأرز، مرورًا بانفجار مرفأ بيروت المدمر والمروع الذي راح ضحيته عدد ليس بالقليل من المواطنين اللبنانيين وأدى إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة وتواترت الأدلة حول المتسبب والمتهم الأول والأوحد حزب الشيطان، ثم الأزمة الاقتصادية التي جعلت المواطن اللبناني يئن تحت وطأتها بعد أن انهارت العملة الوطنية لأدنى مستوى لها على الإطلاق، وليس ببعيد عن ذلك كله أزمات الانقطاعات المتكررة للكهرباء التي جعلت من مدن لبنانية تغص في ظلام دامس، ثم انتهاءً بالموقف الأخير لوزير الخارجية اللبناني الوزير المرتمي في أحضان حزب الشيطان.

الوزير الذي لا يفقه في دبلوماسية الوزارة الخارجية شيئا وتصريحاته غير الموفقة أكبر دليل، حقيقة لا أحد يعلم بقدر عِلم اللبنانيين أنفسهم عن مكمن الأخطاء التي تسير لبنان وتحدد اتجاه بوصلة بيروت.

اللبنانيون فقط هم الأقدر على معرفة موطن الخطأ وهم الأقدر على إصلاحه إن شاءوا ذلك.