طارق السويدان بتغريدة يرجو من المواطنين السعوديون التبرع لأهلنا في فلسطين وإعادة إعمار غزة؟؟!.

السويدان أصبح يهرف بما لا يعرف، ويمثل دوراً ظاهره إسلامي باطنه إرهابي متطرف يريد إعادة المشهد من مسرحية غباء الإخوان في عصر الابتلاء.

لقد تغيرت العقول وتبدلت التوجهات في عصرنا الحالي الذي يريد الاستسلام لمجرد التفكير في أن يرد على خطاب معاد أو خبر كاذب، فنحن من نخلق من الأعداء أصدقاء، ونحن من نصنع من حكاية الطغاة نهاية مبكرة، ونحن لم يطأ الاستعمار ديارنا شبرا، ونحن كما قال الأمير الراحل وزير الخارجية سعود الفيصل «إننا لسنا دعاة حرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون»، ونحن لم نتخلف يوماً عن مد العون للإنسان الجائع ولا حيوان في وسط صحراء عطشان، ونحن من تقاسمنا رغيف الخبز بين الأمم فنحن دولة مدرسة، وأستاذ الذي يأمر بالتبرع، والتلميذ الذي يطير من بلد إلى بلد لكي يحيي الأرض، نحن شهداء الله في أرضه ولا نحتاج لمن يعلمنا أو يخبرنا.

السعودية عبر بوابة الزمن لم تنتظر يوما دعوة أو رجاء أو تغريدة، لكي تستجيب لنداء، بل تعرف كيف ومتى وأين تضع مساعدتها، فالأيادي الخفية ترسل أسراب الطائرات وأفواجا من حملات التبرع، لم تظهر يوما بوجه العداء، ولا الفخر، ولا التعالي، عين تحرس البلدان وأخرى تخدم أفواج الحجاج والمحتاجين.

السعودية التي خاضت معركة 48 وحرب67 وحرب الاستنزاف، حينما دفعت بأرواح رجال الوطن، ذهبوا شهداء، وأموال بلغت مليارات الدولارات، ونادت ضد المحتل الصهيوني حينما صوتت ضد معاهدة كامب ديفيد في عام 78، وما زالت تناصر القضية بالرغم من خيانة قادة في فلسطين لكي يقتاتوا على أموال التبرعات التي تنادي بها.

السعودية الآن ليست الأم الحنون التي تركض خلف أطفالها الذين كبروا وأصبحوا عاقين وعالة على المجتمعات المتحضرة، فعبر السنين لم يتقدموا خطوة نحو التحرير بل تراجعوا لكي يتباكوا خلف الستارة ويعلقون أخطاءهم على السعودية.

اليوم السعودية أكثر نضجا، أصبحت تستخدم القوة الناعمة حينما تجسد قيمة الإنسان الذي يريد البناء والعمران والازدهار ودخول العالم الأول، ضمن مصاف الدول العشرين العظمى، والبحث عن خانة الإنجاز والتقدم لحماية مصالحها وأمنها الذي ينعكس على رفاهية مجتمعها.

عزيزي....عزيزتي

نحن اليوم نعيش مواكبة التطور والتحول لبلوغ حدود السماء، وطن يحمل سيادة عظمى في بلد يضم نسيج مجتمع واع. فالسعودية ليست البقرة الحلوب التي تضخ أطنان الحليب لمن جحدوا النعمة، والسعودية ليست الجزيرة التي فيها الكنز المفقود لدول تنهش في خاصرة أمنها وتحاول تشويه سمعتها ليلا ونهاراً.

السعودية لديها طموح وإرادة للتعايش مع جميع أطياف المجتمعات والديانات، بروح الإسلام والدين الوسطي الذي لا يتشدق مع قضية، ولا يتزمت منزلقا نحو هاوية الشعارات المزيفة.