حسم الهلال دوري كأس محمد بن سلمان قبل النهاية بخطوة، بعد تغلبه على التعاون، بهدف جوميز المبكر، وحافظ زعيم البطولات على التقدم حتى صافرة النهاية التي توجت الهلاليين بالبطولة الـ62 الأطول والأصعب، والدوري الـ17 بفارق تسع دوريات عن أقرب المنافسين، الإنجاز الهلالي الأخير سجل رقماً فريداً ويتمثل بالبطولات الأربع للدوري التي حققها الزعيم خلال 5 مواسم، وهذا المنجز لم يسبق وأن تجسد طوال مشوار الصراع الماضي، وكان الهلال مؤهلا لخطف نسخة 2019 التي خطفها النصر عطفاً على البون الشاسع بالنقاط الذي يفصله عن الوصيف غير أن الظروف التي لامست الفريق أسهمت في تحول المعادلة بداية بمغادرة سامي الجابر كرسي الرئاسة، بعد أن أسس البنية التحتية من عناصر محلية وأجنبية علاوة على جلب المدرب البرتغالي المتميز (جوسيس) الذي يعد من أبرز الكوادر التدريبية التي مرت على الهلال، علاوة على الظروف الأخرى التي تجلت خلال المباريات تمثلت في أخطاء التحكيم، فضلاً عن الضغط الذي عانى منه الفريق خلال تلك الفترة، حيث كان يصارع على 4 جبهات: الدوري وكأس الملك والعربية والآسيوية، وكان حاضراً في جميع تلك المعتركات، وخسر ثلاثا منها في الرمق الأخير وأكمل الآسيوية وكسر عنادها وحقق الحلم الغائب بقيادة فهد بن نافل، الذي حضر في وقت صعب وأعاد هلال البطولات للواجهة، وسجل الرقم الذي لم يسبق وأن تحقق من الفرق المحلية والآسيوية بجمع الدوري والبطولة الآسيوية، وعزز سيمفونية الإنجازات بكأس الملك، وأكمل ضلع الرباعية بحصد بطولة الدوري الأصعب والأطول، واللافت أن ابن نافل كان يتعامل مع الأوضاع بسياسة الرأس الباردة وأعماله الناجحة تسبق أفعاله، وبالتالي حقق ما عجز عنه الآخرون بل إنه يكاد يكون الرئيس الأكثر استقرارا وهدوءا بعد دخول الحوكمة وما يسايرها في فلك إدارات الأندية، ويكفي أنه يسير بهلاله في مرافئ الأمان وينتزع المكتسبات، وهذا لا يعني أن زعيم البطولات لا يحتاج لدعم أكثر من مركز لكي تتواصل مسيرة النجاح، وتحديداً قبل الصراع الآسيوي الذي يستوجب تواجد عناصر تحدث الفارق وسط الميدان وفي الحراسة ومتوسط الدفاع، وجهاز فني يقود المهمة المقبلة برؤية مختلفة، والأكيد أن الكابتن عبداللطيف الحسيني بات ضلعا مهما في خارطة النجاح، فهو أشبه بالجسر القوي الذي يربط بين الجهاز التدريبي والإدارة واللاعبين، والمهمة الجديدة تتطلب أجواء مختلفة لكي يتجدد هلال البطولات.