بعيدا عن الطابع الرسمي، أسس صالح العنزي الذي اشتهر بلقب «النادر» متحفا شخصيا ما يزال غير مسجل في وزارة السياحة السعودية، على الرغم مما يحتويه من قطع أثرية نادرة يتمنى أن توثقها الجهة المعنية لأهميتها، ومنها أسلحة للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه ـ ومن بينها بندق «السواري» وكذلك معاهدة جدة عام 1345 للهجرة بين جلالة ملك نجد والحجاز وملحقاتها، وجلالة ملك بريطانيا، وهي المعاهدة الأصل حسب تأكيده.

هواية تحولت إلى شغف

بدأ اهتمام العنزي بالتراث قبل عقدين من الزمن كهواية سرعان ما تحولت إلى شغف بالغ، ورغم عدم وجود وسائل اتصال ومواقع تواصل اجتماعي في حقبة بداياته، إلّا أن ذلك لم يمنعه من التعرف على ذوي الاختصاص، حيث سعى إلى أماكنهم متنقلا بين مناطق المملكة والدول العربية كافة، باحثا عن قطعة أثرية هنا، وأخرى هناك، وساعيا حتى إلى الحصول على المعلومة مهما بدت بسيطة في نظر الآخرين إلا أنها كانت ذات قيمة في نظره، حتى أصبح اليوم من أبرز الخبراء في مجال التراث على مستوى الوطن العربي، كما استحق لقب «النادر» الذي يطلقه عليه أهل التراث، نظراً لندرة المقتنيات والآثار التي يقتنيها، والتي يكاد ينفرد بنماذجها.

تركيز على الأسلحة

على الرغم من تعلق العنزي بالتراث عموما، إلا أنه لم يخف أنه حرص بشدة على اقتناء الأسلحة القديمة، ومن ضمنها أسلحة للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، إلى جانب كل ما يتعلق بالقهوة.

وفي المتحف الخاص بالعنزي في «الثقبة» غاصت «الوطن» بحثا عن عدة «الطواش»، وعلى الجال للتعرف على عزبة بدوي (توفي قبل أكثر من 200 عام)، كما وجدت أن المتحف يزخر بدنانير الدولة الأموية، ويروي تفاصيل معركة رايات نصرها للدولة السلجوقية.

اتساع دائرة المعارف

يؤكد العنزي أنه عبر رحلة شاقة في سبيل تنمية هوايته، ويتحدث عن بداياته، ويقول «كنت أجمع كل قطعة أسمع أنها أثرية، وكان من الصعب علي التعرف على كل قطعة والحكم ما إن كانت أثرية فعلا أم لا، فقد كنت عديم الخبرة في البدايات، ولصغر سني في تلك الفترة كانت دائرة معارفي ضيقة جدا، خصوصا مع انعدام وسائل الاتصال أو مواقع التواصل الاجتماعي كما هو الحال اليوم، لذلك واجهت صعوبات بالبحث عن الآثار وجمعها، لكن الهاوي إذا امتلك الشغف بهوايته سيصل إلى مبتغاه إذا اختلط مع أهل الاختصاص وسعى للتعلم منهم والاستفادة من خبراتهم، لاختصار زمن البحث وعدم دفع مبالغ عالية لمقتنيات رخيصة».

التعلم بالتجربة

يواصل العنزي حديثه عن بداياته، ويقول «بعد مدة ليست طويلة من تعلقي بالتراث عرفت أنني ما أزال في بداية الطريق، وأن الآخرين يسبقونني في هذا المجال، خاصة بعد أن اكتشفت أن معظم القطع التي أقتنيها ليست أثرية، مما دعاني للتخلص منها عبر بيعها، ومن هنا تعلمت تلقائياً التجارة في هذا المجال، وتحولت الهواية إلى تجارة في آن واحد، لذلك أنصح كل هاو بالاحتكاك مع أهل التراث».

رغبة الهاوي

يرى العنزي أن «القطع التراثية لا يمكن تحديد ثمنها أو قيمتها بمبلغ معين، فكثير منها تعود قيمته إلى رغبة الهاوي، ومنهم ما إن أعجبته قطعة ما فإنه يحرص على اقتنائها مهما غلا ثمنها، كذلك إذا كان لدى أحدهم مجموعة تراثية وينقصها قطعة لتكتمل تجده لا يكل ولا يمل من البحث عن القطعة مهما ارتفع سعرها، لأنه يعلم بأن مجموعته إذا اكتملت حتماً سيقفز سعرها أضعاف ما كانت عليه».

مقتنيات نادرة

من أبرز وأندر المقتنيات بمتحف العنزي حسب تأكيده «صاع عليه وسم الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ إضافة إلى بندق (السواري) للملك عبدالعزيز، ومعاهدة جدة عام 1345 بين جلالة ملك نجد والحجاز وملحقاتها، وجلالة ملك بريطانيا، وهي المعاهدة الأصل، كما يتضمن المتحف صندوق «الطواش» وهو الاسم المتعارف عليه لتاجر اللؤلؤ خلال حقبة ماضية، وفي المقابل توجد لديه عزبة كاملة لشخص متوف عبارة عن قدحة ومراية وأدوات القهوة كالصرة وغيرها، كذلك يحتوي المتحف على أحجام كبيرة من الأحجار الكريمة كالزمرد والياقوت والزفير، ومن النوادر أيضا السيف العربي الأصلي، وتذكرة لسكة قطار تتميز بقدمها وبمنظرها اللافت، إلى جانب سيوف من العهد السلجوقي، ودنانير من الذهب والفضة تعود إلى العصرين العباسي والأموي».

مواقف طريفة

يستذكر العنزي عددا من المواقف الطريفة التي مر بها خلال مشواره مع هذه الهواية، ويقول «عثرت على قطعة ثمينة جداً ونادرة عند شخص ملم بالتراث وله باع طويل في هذا المجال، وكانت ضمن مجموعة مقتنيات، وبعد شرائي لها بسعر زهيد جداً بعتها بعشر أضعاف قيمة الشراء على الرغم من الباع الطويل من الخبرة لدى البائع، ولكن الشيء المكتوب لك يأتيك».

متحف العنزي

ـ متحف شخصي غير مسجل في وزارة السياحة

ـ يحتوي على قطع أثرية نادرة بينها أسلحة قديمة

ـ بندق السواري للملك المؤسس من بين المقتنيات

ـ صاع عليه وسم الملك المؤسس

ـ معاهدة بين الملك المؤسس وملك بريطانيا

ـ سيوف من العهد السلجوقي

ـ دنانير أموية وعباسية ذهبية وفضية

ـ حجار كريمة وصندوق الطواش