كشف أستاذ علم الفيروسات السريري المساعد بجامعة نجران، الدكتور أحمد الشهري لـ«الوطن» أن عدوى الفطر الأسود هي عدوى نادرة، ولكنها خطيرة ويتسبب بها عدد من الفطريات في مقدمتها الفطر الأسود، يتواجد هذا الفطر والأنواع الفطرية المشابهة له في التربة، وفي المواد العضوية المتحللة، كما يتواجد في الهواء سواء في البيئات الداخلية أو الخارجية، تحدث الإصابة بعد استنشاق الجسيمات المسماة الأبواغ، التي ينتجها الفطر الأسود، بهدف استمرار عملية تكاثره، حيث تدخل تلك الأبواق إلى تجويف الأنف والجيوب الأنفية المحيطة بها، ومنها إلى أجزاء الجهاز التنفسي السفلي، وغيره من أعضاء الجسم مسببا مضاعفات صحية شديدة.

وأوضح أنه حتى الآن لا توجد أي حقيقة علمية رصينة، تتعلق بإمكانية العدوى بهذا المرض بين الأشخاص، يؤثر هذا الفطر بصورة انتهازية على الأشخاص الذين يعانون من ضعف مناعي، نتيجة مرض السرطان أو داء السكري، أو المرضى الذين هم بحاجة إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة، خصوصا عند زراعة الأعضاء.

وأكد أنه في غرف العناية الحرجة، يعمل الجهاز المناعي لكل مصاب بمرض «كوفيد - 19» بكل قوة، وفي المقابل تتم البروتوكولات العلاجية، على ترويض العاصفة الالتهابية قدر المستطاع، وفي الوقت الراهن أن البروتوكولات العلاجية تهتم بتقليل هذه العاصفة الالتهابية قدر المستطاع، حتى خروج المريض من الأزمة، وفي حال وجود مريض بكورونا يعاني من نقص مناعي شديد، فإن ذلك يوفر بيئة صالحة وانتهازية للفطر الأسود، من أجل دخول الجهاز التنفسي، وتمكينه من التسبب في مضاعفات خطيرة، قد تهدد بعض مرضى «كوفيد - 19» وخاصة في حال لم يتنبه الأطباء بحدوث مثل هذه العدوى.

ونصح الشهري بأن تتم مراجعة البروتوكولات العلاجية، والتأكد من تطبيق بروتوكول التعقيم في غرف العناية الحرجة بمرضى كوفيد - 19، بحيث لا تحدث إمكانية للإصابة بهذا النوع من الفطريات. كما نصح بالابتعاد عن التهويل والشائعات الخاصة بأخبار الفطر الأسود، واستسقاء المعلومة الصحية من المصادر الرسمية.