تؤكد دراسات أن الأوتوقراطية (الفرد الحاكم) أحد أبرز المعوقات فى تطوير اليمن، وأن ذلك المعوق هو امتداد مرتبط بالجذر الاستعماري، والطائفة الدينية، والتنوع الاجتماعي، ومساحة ٢٥٠٠ كم شريط ساحلي مهمشة بلااستثمار، فضلا عن تعطيل التنمية البشرية.

إن ما يحد من التنمية فى اليمن، خاصة فى مسار التحول الديمقراطي، هو استغلال الدين لإذكاء الصراعات، وإطالة أمد الحروب الأهلية، وإفشال البنية التحتية للاستثمار. فى معركة الوعي، يجب أن نفهم أن استغلال الدين هو مشهد واحد على مر العصور، وأن الهدف هو تجييش الأتباع وصناعة المقاتلين، للوصول إلى السلطة، والحفاظ عليها بفوضى الحروب.

شعب اليمن غالبيته متدين، وإذا ثمة غير متدين فهو محافظ، لكن أجندات بعض المتدينين نشرث الفوضى والدمار، لتؤول البلاد إلى ما آلت إليه الآن.

بفضل هؤلاء المتدينين، أصبح لدينا فاسدون يحتجون على الفساد، ومجرمون يقيمون الحدود، وظالمون ينادون بالعدل، وميليشياويون يثبتون الأمن، وجهلة يديرون المتعلمين، وخونة يخطبون بالوطنية.

اليمن لن ينتصر إلا إذا انتصر فى معركة الوعي، إذ إنها بوتقة لكل المعارك، فلا مكان لمصالح البعض، وأن تنتصر على حساب الجميع، وعلى حساب بلد ضارب فى التاريخ ومهد الحضارات.

اليمن يحتاج إلى وعي إستراتيجي في إدارة حكمه بأن يفهم الجميع أن اليمن لن يستقر، ولن ينعم بالأمن والتنمية ما دام المتدينون والمجرمون والفاسدون نصبوا أنفسهم ورثة لليمن الكبير.

اليمن يحتاج إلى رجال مرحلة أجندتهم الوطنية احتواء كل أبناء الشعب اليمني، لتتحقق أحلام وطموحات الجميع على قدم المساواة والعدالة.