فلك أن تتخيل اتباع القطاعات الحكومية وغيرها هذه الخطى كما بدأت (مدن)، ولك أن تقارن ما يظهر أمامنا من إنتاجية لمثل هذه الجهة، كما حدث في تحويل بحيرة مدن بالدمام والتي كانت - أكرمكم الله - (مكبا للصرف الصحي)، وتم تغيير كل شيء بها حتى أصبحت من أفضل الواجهات الترفيهية، وهنا رابط بين أن الصناعة إن كانت من قبل «أبناء البلد»، فلن تكون الصناعة عدوة للبيئة، لأن من يعمل ويخطط فهو يخطط لأبنائه وبناته قبل أن يكون أنانيا لنفسه.
ما أريد قوله أن الموظف ذكرا أو أنثى، هو عبارة عن كتلة من المشاعر، وتلك المشاعر هي ما يجعله حيا منتجا متفاعلا مبدعا يفكر كيف يسعد من حوله، والعكس صحيح تماما، فلماذا لا تأخذ بعض جهاتنا خطوات بسيطة لها مفعول السحر في تطوير الأعمال لديها؟!. فلك أن تتخيل عزيزي الموظف أن تخصص جهة عملك ساعة من أسبوعك العملي فقط لممارسة هواياتك!. فمثلا وبعد ظهر الثلاثاء وروتين العمل ورتابته القاتلة التي بدأت تطل عليك برأسها، وإذا برسالة تصلك على إيميل العمل مفادها أنه عليك ترك مكتبك فورا والتوجه لمنطقة الترفيه لممارسة هوايتك في الرسم لمدة ساعة، وتجد أنهم قد وفروا لك كل ما يخص الرسم، وقس على ذلك بقية الهوايات، والموظفة التي أنجبت مولودا تصلها هدية خاصة لمولودها تحمل شعار جهة عملها، ومن تزوج أخيرا يقام له احتفال مختصر فور عودته للعمل وهكذا، مما يعزز الانتماء لبيئة العمل، وجعل الموظف يستشعر أنه محور الاهتمام. لك أن تتخيل أن مدن خلال الأسبوع القادم ستوفر الآيسكريم مجانا يصل لمكاتب جميع الموظفين، تعبيرا منها عن أنها تشعر مع موظفيها بحرارة الجو وتريد مشاركتهم ذلك، فأين البقية من هذه التفاصيل التي لم تعرقل سير العمل بل زادتهم روحا جميلة لتجدهم (يفرحون بالآيسكريم ويبنون مدنا).