كتب مقدمة الكتاب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والذي أثنى على سيرة رجل الأعمال والمصرفي صالح صيرفي ورحلة عمله في عالم الأعمال والمال، وبذله الكثير من المال في أوجه الخير، خاصة مراكز المعوقين، كما كتب تقديم الكتاب رجل الأعمال الراحل الشيخ صالح عبدالله كامل، والذي سطر إعجابه بسيرة الصيرفي قائلا: «علمنا الاستخلاف في الأرض».
ويكشف الكتاب قصة هروب الصيرفي من مقاعد الدراسة والعمل صبياً في دكان والده للصرافة بالمسعى، مروراً بتاريخ طويل في الصرافة، حتى أصبح أحد أبرز أضلاع الصرافة في سوق الصرافة السعودية. ويسرد الكتاب مراحل وتحولات تاريخية في مهنة الصرافة بمكة المكرمة، منذ بدايتها في المسعى بالمسجد الحرام، فمن نطاق الحدود الضيقة في الصرافة وتبديل وشراء وبيع العملات في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقصرها على تبديل وصرف العملات للحجاج، إلى نقلة نوعية في صناعة الصرافة انطلقت بدايتها الحديثة في الستينيات الميلادية من القرن الماضي، ومراحل نموها وتطورها والتحولات التاريخية في تاريخ الصرافة في السعودية.
ويحوي الكتاب الذي يقع في 380 صفحة في طبعة فاخرة العديد من القصص التاريخية وقصص استثمار الصيرفي في العقارات ونشاطه الذي برز بصفقة أسواق الأمير عبدالله الفيصل في الغزة في أواخر ستينيات القرن الماضي، حينما قام بشراء أسواق الأمير عبدالله الفيصل بقيمة 80 مليون ريال في صفقة، وصفت آنذاك بالتاريخية بسبب ضخامة المبلغ، خاصةً ومع دخول السوق في توسعة الملك فهد للمسجد الحرام تم تقدير تعويض السوق بحوالي مليار ريال.
ونقل الكتاب عبر صفحاته تجارب الشيخ صالح صيرفي في عمل الصرافة، ومرحلة تأميم مدخراته واستثماراته ومصادرتها في مصر خلال فترة الرئيس جمال عبدالناصر، وكيف استطاع الهرب من مصر إلى لبنان ثم العودة إلى السعودية، وقصة خسارة خمسة مليار ريال في بورصة زيوريخ والعديد من القصص والمواقف الشجاعة في محافظ الاستثمار المتنوعة.
كما يكشف الكتاب النقاب على مرحلة مهمة في استثمارات الذهب، والأسهم، والتحالفات، والخلافات بين رجال الأعمال في الحجاز، الكتاب صادر عن دار سعود للنشر ومؤلفه الإعلامي سعود بن عبدالعزيز التويم، والذي استغرق إعداده أكثر من عامين من البحث والتنقيب في ملفات الصرافة في الحجاز.