أتساءل: هل هذا الحفل ظاهرة اجتماعية أم أنها حالات فردية لا تمثل المجتمع؟، وهذا ما أعتقده، فربما هذه الحالات تحدث فى الطبقة المخملية، ونسبة قليلة فى طبقات المجتمع الأخرى. لماذا تحدث هذه الحالات الفردية؟.
أري أن هناك عدة أسباب، ومنها أنه نوع من أنواع تفريغ الضغوط النفسية التي تعرضت لها المُطلقة نتيجة الصدام فى حياتها الزوجية، وربما التعويض عن الحزن والأسى والألم الذي عاشته المرأة طيلة عمرها مع زوجها، أو ربما من رفع الظلم الذي تعطلت بسببه حياتها، لتعنت الزوج وظلمه، وربما للاحتفال بالخلع الذي حصلت عليه، وتنفيس عن ذلك الفرح بحفلة طلاق. تري هل المجتمع سوف يتقبل هذا النوع من الحفلات؟. هذا السلوك وهذا التصرف الغريب على مجتمعنا يحتاج إلى وقفة تأمل، وكبح للقفز على السلوكيات الخاطئة والتصرفات غير المألوفة. من أين جاء هذا التصرف؟.
بالبحث وجدت هذه الصياغة لدعوة من أجل حضور حفلة عشاء «أتشرّف أنا... بدعوتكن لحضور حفل العشاء المقام بمناسبة طلاقي من السيد/...، وذلك فى تمام الساعة الثامنة والنصف مساء يوم.. فى فندق.. بقاعة... بحضوركن تتم فرحتي».
حقا نحن بحاجة إلى تسليط الأضواء الإعلامية على هذا التصرف غير المألوف، لرفع مستوى الوعي، وبيان ماهية التغيرات الاجتماعية وأين تتجه. أتعجب من هذا السلوك النفسي الغريب الذي لا يمت لتعاليم الإسلام بصلة، وأجزم أن علماء الدين لهم رأي شرعي فى هذا السلوك الغريب.
أحقا هذا الحفل انتقاما من الزوج الذي لا يعرف معني الرجولة ولا العشرة الحسنة بين الزوجين، وهل الانتقام بهذا الحفل سوف يهدئ روع الزوجة المكلومة أم هو مجرد تنفيس عن النفس أم عناد؟ّ.
وأما أكثر الذين يركبون رؤوسهم ويسلكون الطريق الخاطئ، فأتساءل: هل حفل الطلاق للنساء فقط أم أصاب الرجال؟.
شخصيا، وربما الكثير يؤيدونني، هذا الفعل هو فعل قبيح ومستنكر بكل المقاييس، فكيف يقيم الإنسان احتفالا ويبتهج بتخلصه من الرباط المقدس.
صحيفة «نيويورك تايمز» تناولت هذا الموضوع فى ملف، وشرحت أن الهدف من حفلات الطلاق هو التخلص من الضغط النفسي، والتخفيف عن الزوجين، وإزالة التداعيات النفسية السلبية التي تخلفها حالات الطلاق.