يُعرّف سلوك القطيع بين علماء الاجتماع بأنه اتباع سلوك الجماعة دون التفكير في منطقية هذا السلوك، ويتميز هذا السلوك بقيام الأفراد الأكثر تأثيراً بتوجيه الأشخاص الأقل تأثيراً "الأكثرية" نحو أهدافٍ محددةٍ، فالخطيب في بيروت، أو صنعاء، أو بغداد، أو دمشق، أو غزة يحمل ذات الأجندات التي تروق للخطيب في طهران، وبدقه أكثر تحقق الأهداف الخفية لملالي طهران.
بالرجوع لنظرية سلوك القطيع (herd behavior)، والتي تنص بأن الشخص يسلك سلوك المجموعة التي ينتمي لها بدون تخطيط، ولا تفكير، وكما هو حاصل بأن ينجر الناس وراء الخطب الرنانة للمتدينين «الجهاديين»، وتتوالى الخطب والسرديات في خلق عالم من الانتصارات، والمقاومة، والممانعة، والتأييد الرباني، والحرب الافتراضية، لكن هنالك أجندات إعلامية مصاحبة تروج لهكذا بروباجاندا بشكل مدروس، ولذلك نستوقف الجميع عند هكذا أجندات كونها من خارج المؤسسات الدينية، وترجح الأراء بأنها من يدير الجميع.
الحديث هنا عن القوى الخفية التي تدير منطقتنا «العربية» الشرق أوسطية، أي مثلث النفوذ في الشرق أوسط، ومن يقوم بتأجيج النزاعات أو إخماد النيران.
في الشأن اليمني، والعربي هناك ثلاث مسلمات في إستراتيجية القطيع انتهجتها دولة إيران:
1- تتغلغل من بوابة المقاومة الشعبية لإسرائيل وأمريكا، وتستثمر الغضب العربي تجاه إسرائيل.
2- تقوية أوراقها في مواجهة دول الإقليم بأقل تكلفة.
3- تفجير الأوضاع، وإغراق بلدان وكلائها ومحيطها في دوامة غياب الأمن والاستقرار.
وفي المقابل لتوعية القطيع في بلداننا العربية «شرق أوسطية» نسرد سؤالين بدون أجوبة، وهما:
1- هل تحرير أراضي فلسطين يمر من بوابة اليمن؟
2- ماهي الكلفة البشرية، والاقتصادية، والتنموية، والأمنية، والمستقبلية التي دفعتها، وتدفعها البلدان التي ازدهرت فيها ميليشيات إيران؟
الثابت جليا بأن مساحة إيران أكبر من حدودها الجغرافية، ونشرها للخراب، والفوضى، والدمار والأشلاء جعل كل بيت يئن في طهران، وبيروت، وبغداد، ودمشق، فمابالك في صنعاء.