من خلال زياراتي لمنطقة القصيم خصوصًا مسقط رأسي مدينة بريدة لزيارة الاقارب لقضاء إجازة العيد مع الأهل، لفت نظري التطور الكبير في مدينة بريدة والطرق الجديدة، طرق هنا وهناك تشق الأحياء لتيسير التنقل من مكان لآخر ومن حي لآخر، وأخص بالذكر الطرق التي تربط شمال بريدة بجنوبها. وهي بالتحديد الجهة الغربية من مدينة بريدة كون والدتي حفظها الله تقطن حي الصفاء الجديد (القويع سابقًا).

قد يلفت انتباهك اسم القويع وهو تصغير لاسم القاع أو ما يسمى البصيرية الجديدة تحاشيًّا لاستخدام اسم القويع. إحياء تعج بها الجهة الغربية من بريدة خصوصًا التي يتوسطها طريق الملك فهد، الذي يمتد من شرق بريدة حتى غربها مرورًا بمطار الأمير نايف - رحمه الله - الدولي الذي يتوسط منطقة القصيم والذي تم تطويره مؤخرًا ليصبح مطارًا دوليًّا، وهو شي يشكر عليه أمير منطقة القصيم وجهوده الواضحة لتطوير منطقة القصيم بمدنها كافة دون استثناء.

الكل يعرف ولا ريب أن الطرق المؤدية للمطار بأي مدينة في العالم وليس فقط في مملكتنا الحبيبة تحظى باهتمام بالغ وحرص كبير من بلديات تلك المدن وأمانتها لتطوير تلك الطرق لأنها واجهة المدن. فلو تخيلنا زيارة زائر من خارج المملكة لا أقول من داخلها لمنطقة القصيم وتحديدًا بريدة مسافرًا عبر الطائرة لاشك أن طريق المطار يكون مسلكه في الغالب للوصول لوسط تلك المدينة، وبسبب هذه النقطة المهمة تحظى تلك الطرق من المطار إلى وسط أي مدينة باهتمام بالغ. طريق الملك فهد ببريدة مازال يسير بالطريق الصحيح لتطويره وجعله واجهة القصيم لكل زائر خصوصًا في مدينة بريدة كونها عاصمة منطقة القصيم.


التطور الذي يطمح له كل سكان مدينة بريدة لا يصل لمستوى الطموح والوجاهة التي توحي بتطور المدينة، فالعمل بطيء جدًا. طريق الملك فيصل رحمه الله كان المسلك الوحيد لأهالي بريدة للوصول للمطار أما اليوم فحل محله طريق الملك فهد الشاهق والمميز واجهة مدينة بريدة، كما ذكرت لكنه يحتاج اهتمامًا أكثر، وأخص بحديثي الأحياء الغربية من بريدة أو ما تسمى الأرياف الغربية في الجهة الغربية منها التي أصبحت أحياء من ضمن أحياء بريدة الكبيرة.

الأهم في الموضوع لا ننسى إنها أحياء تأسست منذ سنوات ولها صولات وجولات ضاربة جذورها في عمق التاريخ، فمثلًا حي ضراس قطنه السكان منذ عام 1210هـ، وغيره من مراكز الأرياف الغربية لبريدة التي كانت تسمى (الخبوب) نسبة إلى كلمة خب.

والخب في اصطلاح أهل القصيم هو مفرد خبوب والخبوب هي كثبان رملية ممتدة شمالًا وجنوبًا وتكون بينها أراضٍ طينية زراعية ممتدة مع امتداد الكثبان الرملية.

هل يتطلب ضم خبوب بريدة لتكون أحياء منها كل هذا الوقت من الزمن، لتزدهر بريدة بجمال خبوبها؟.

هذا ما يتداوله أهالي بريدة دائمًا.