فيما يؤدي التطوير العقاري المفرط في كثير من الوجهات السياحية العالمية إلى إلحاق الضرر بأكثر المواقع البكر فيها، تسعى شركة البحر الأحمر للتطوير لأن يصبح مشروعها الوجهة السياحية الأولى في المنطقة الذي يضيف للبيئة عوضا عن الإضرار بها في كل مرحلة من مراحل تطويره. وبينما تقدر نسبة مساحة التطوير في هذا الوجهة بنحو «1%» فقط من المساحة الإجمالية لمنطقة المشروع، والتي تبلغ 28000 متر مربع، تلتزم الشركة بإرساء معايير عالمية جديدة للتنمية المستدامة ومشاركة الدروس المستفادة مع العالم أجمع.

السياحة المتجددة

عن الجهود المبذولة في الشركة ليمكن للسياحة والاستدامة العمل معا بانسجام دون إلحاق أي أضرار بيئية، يقول كارلوس دوارتي، بروفسور في علوم البحار بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية العالم المخضرم بالعلوم البحرية لما يزيد على 30 عاما وأستاذ كرسي طارق أحمد الجفالي لأبحاث علوم أحياء البحر الأحمر وعضو المجلس الاستشاري في شركة البحر الأحمر للتطوير: «يجب أن نتشاطر جميعا الرغبة في ترك العالم مكانا أفضل مما كان عليه منذ لحظة وصولنا إليه. وكان هذا هو السبب الذي دفعني للانضمام لشركة البحر الأحمر للتطوير ذات النهج الرائد في السياحة المتجددة التي تسعى لزيادة قيمة التنوع البيئي في منطقة المشروع».


تغير المناخ

أضاف كارلوس الذي كرس مسيرته المهنية رغبة في إيجاد حلول لأزمة تغير المناخ ولأزمة التغيرات في التنوع البيولوجي على كوكبنا: «على عكس الوجهات السياحية الأخرى، كرست شركة البحر الأحمر للتطوير وقتها ومواردها للبحث في الطرق المبتكرة التي يمكن للمشروع تبنيها أثناء مرحلة التطوير للمحافظة على البيئة وتعزيزها. إضافة لتركيزها على ترك أثر إيجابي على محوري الاستدامة الآخرين، وهما الاستدامة المجتمعية والاستدامة الاقتصادية. وهذا ما سيتيح للأجيال المقبلة فرصة الاستمتاع بهذه الوجهة غير المكتشفة بعد».

عالم أفضل مع رؤية المملكة

إن البيئة الطبيعية الغنية والمساحة الشاسعة لمشروع البحر الأحمرقد توحي بصعوبة الإحاطة بما تسعى شركة البحر الأحمر للتطوير إلى تحقيقه. وعلى عكس التيار العالمي السائد، تتم الأمور بشكل مختلف في شركة البحر الأحمر للتطوير ومشاريعها وفي معظم مشاريع رؤية 2030. يقول دوراتي: «تتفرد وجهة المشروع بأهدافها الخاصة في تحقيق الحياد الكربوني. فخلافاً لتعهد الشركات والمؤسسات العالمية التي حددت عام 2050 موعدا لتحقيق هذا الهدف، تفوقت شركة البحر الأحمر للتطوير على ذلك عبر سعيها لتحقيق حيادية الكربون فور بدء أعمالها التشغيلية واستقبال أول ضيوفها في 2022. وسيتم إنجاز هذا الهدف عبر بناء أكبر منشأة للتخزين بالبطاريات في العالم، مما يعني تشغيل كامل الوجهة باستخدام طاقتي الشمس والرياح على مدار الساعة يوميا دون الحاجة إلى شبكة الكهرباء الوطنية. ويسهم كل ذلك في تلافي إطلاق انبعاثات غاز ثنائي أكسيد الكربون بما يعادل نصف مليون طن سنويا، كما ستصبح الوجهة أول مشروع سياحي في العالم بهذا الحجم يعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة». وأضاف: «عبر المشاركة في مشروع عالمي ضخم سيعيد رسم حدود إمكاناتنا في التنمية المستدامة والتجدد، أجد نفسي متشوقا لفكرة أنني سأساعد في بناء عالم أفضل يمكن للأجيال القادمة الاستمتاع به. وتعمل المملكة جاهدة على ابتكار أعلى معايير الاستدامة البيئية والالتزام بها عبر دمجها في أساسات كل تلك المشاريع الكبرى».

تنوع بيولوجي نادر

اختتم دوراتي قائلا: «تواصلت معي العديد من شركات التطوير العقاري طوال مسيرتي المهنية كعالم، للعمل معهم بحثا عن حلول علمية بشأن كيفية إصلاح الأضرار الناجمة عن تطويرهم لوجهاتهم السياحية، وما تسببوا به على البيئة. لكن سؤال شركة البحر الأحمر للتطوير كان مختلفا وهو ما أثار اهتمامي بالشركة؛ حيث كانوا يبحثون حول إمكانية تطوير وجهة سياحية في منطقة البحر الأحمر دون الإضرار بالبيئة والتنوع البيولوجي هناك. فكانوا في بحث عن حلول استباقية كي لا يحدث أي ضرر ببيئة المشروع البكر. وكان ذلك عرضا رائعا وغير مسبوق فقررت المشاركة في تحقيق هذا الهدف على الفور».

وجهة البحر الأحمر

المساحة الإجمالية لمنطقة المشروع 28000 متر مربع

90 جزيرة ورابع أكبر منظومة شعب مرجانية مزدهرة في العالم

إنجاز أكبر منشأة للتخزين بالبطاريات في العالم

تشغيل كامل الوجهة باستخدام طاقتي الشمس والرياح على مدار الساعة

أول مشروع سياحي في العالم بهذا الحجم يعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة