تعقيبا على ما نشرته «الوطن» بتاريخ 04 شوال 1442هـ الأحد 16 مايو 2021 تحت عنوان إن أبغض الحلال عند الله الطلاق بقلم الأخت نايا الكيشان، تحدثت فيه عن أن أبغض الحلال عند الله الطلاق، وأن الأسرة لا تكمل دون الأب ولا تُستقيم دون أم.. فإن كان الطلاق حلاّ لعدم توافق المشاعر فهو الحل الأسلم قبل أن تخلق روح ثالثة، ولكن إن كان اختيار الطلاق بعد زرع هذه الروح في الحياة فيُصعب اختياره.

فكم من الأمهات اللاتي يضحين بالبقاء دون الطلاق، وكم الأمهات اللاتي يؤدين دور الأب والأم أيضًا؛ الأب هنا دائما مفقود، وربما يذكر في الأمور المادية.

والحياة لا تكمل دون أطفال، ولا تثمر دون الآباء ولا أمان فيها من غير حس الأمهات. ولكن تعذيب الأرواح البريئة من أجل عدم الاتفاق أو عدم تقبل الحياة الجديدة يخلف دمى بشرية مآلها للشرد بسبب الطلاق.. إلخ.

ما قالته الأخت كلام جميل وواقعي وكل ما تحدثت عنه يقع كثيرا بين الأسر، ولكن لا مناص وهذا من سنن الحياة ولا ننسى أن الشيطان دائما وأبدا هو حاضر، هذا بخلاف التأثيرات الخارجية والتدخلات من قبل أحد الأسرتين وخاصة أمهات الأزواج اللاتي يبحثن كثيرا عن السلطة والسيطرة، وأحيانا يدخل فيها الكيد (إن كيدهن عظيم)، أو الغيرة التي هي أمر من المر أو من الشري (نبات بري شديد المرارة).

وقال إسماعيل بن خارجة الفزاري وهو يوصي ابنته: (.. وإياك والغيرة؛ فإنها مفتاح الطلاق) وإذا حصل هذا المبغوض ولدى الأسرة أطفال فأقول الله يعينهم على الحياة ويسخر الأم لهم لأنه وللأسف أن أكثر من 90% من الآباء يطلقون الأبناء والبنات مع أمهاتهم بمعنى لا رقيب عليهم ولا حسيب لهم، ولا تحسس لأحوالهم وحاجاتهم فالأولاد حينما يكبرون ستتلقفهم الاستراحات وربما أصحاب السوء والأم المسكينة قليلة الحيلة لا تستطيع فعل شيء بل سيحل سوء التغذية ونقصها على تلك الأسرة الطليقة، وسيكون الأولاد كالشحاذين حينما يطلبون من أبيهم مصروفا أي مصروف، وقد تضطرهم الظروف للاستعانة بالجمعيات الخيرية أو الانضمام إلى الضمان وهذا حاصل، ويا ترى كيف سيكون شعور الأب إذا علم بحاجة أبنائه إلى اللجوء للجمعيات الخيرية، بل أحيانا يعطف الجيران والمعارف على الأيتام، ولو فكروا لعلموا أن أبناء المطلقات أحوج منهم أحيانا.

ولكن عند التحدث عن أحوالهم المادية يقال لهم أب وهم يعلمون أن الأب سادر مع الزوجة الأخرى، ونسي أن له أبناء وبنات من صلبه؛ والمرأة بطبيعتها ضعيفة وقد تتنازل عن كثير من أجل الاحتفاظ بأبنائها، ولو فكر الرجل جليا أن أبناءه سيرثون ما يجمع بعد وداعه، لما بخل عليهم وهو يمشي على الأرض، ولا على أمهم التي ستتولى تربيتهم (مسكين قليل التفكير).

ولكن في تلك السنوات الأخيرة أصبح الطريق مفتوحا لمطالبة الزوج بالوفاء بواجباته الأبوية، وكم قرأنا من الأحكام الشرعية التي نصرت الأم على طليقها وأخذ ما تستحقه وأبناؤها رغم أنفه.

ولذا أقول إن الطلاق لا شك مؤلم نفسيا وخانق ماديا ومرعب أمنيا وخطر محدق بالأبناء والبنات، ينامون ويصحون والخوف والفزع يعتريهم حيث لا حامي لهم بعد الله، والله المستعان والحافظ.