الجامعات الآن تغطي جميع مناطق المملكة، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. بعضها ما زال وليدا، والآخر له باع طويل في مجاله. والجامعات السعودية أنشئت منذ ما يزيد على الخمسين عاما، وقد تولى أبناؤها قيادتها. والملاحظ أن الدور الاجتماعي للجامعات، حتى العريقة منها ضعيف؛ فخدمة المجتمع قد تراجعت، وإسهام الجامعات في هذا الدور ضرورة.

والسؤال الذي يتبادر للذهن هو: هل يوجد تنسيق بين الجامعات في تبادل المعلومات أو البحوث العلمية من أجل خدمة العلم والمجتمع والتعليم؟ وهذا أمر بالغ الأهمية وأمر حيوي، وهل هناك بنك معلومات بين هذه الجامعات للربط بينها، وبالتالي يؤدي إلى سهولة التواصل والاتصال والوصول للمعلومة في أي لحظة بيسر؟

إن الجامعات من أهم الواجهات الحضارية، وبعضها أسّس لتواجده على الخارطة العلمية المحلية والخارجية موقعا محترما. فلا شك أن الجامعات مصدر إشعاع للعديد من العلوم إذا أدت دورها العلمي والمجتمعي، بحيث لا تصبح مجرد مراكز تعليم للحصول على شهادة قد لا تؤهل حتى لسوق العمل.

تحتاج الجامعات المحلية لحركة ونشاط وجدية وتجاوب من كل من يقوم على أمرها حتى يتفاعل العطاء ويكتمل الهدف وألا يقتصر الدور فقط على مؤتمرات خارجية أو تلبية دعوات أو إقامة معارض..

إن التوسع وتفعيل دور الجامعات داخل المجتمع أمر ملح، لأنها أحد أهم الروافد للنهوض.. فالفجوة كبيرة بين الجامعات والمجتمع، والأنشطة المجتمعية بهذه الجامعات التي تغطي كل مساحات الوطن تحتاج إلى إفاقة قوية وخطة جريئة وسباق بينها لتأدية هذا الدور بروح وطنية، بدءا من كليات الطب لدراسة الأمراض الطارئة والمستوطنة والمساعدة في عمل البحوث، إلى الكليات المجتمعية لدراسة وإلقاء الضوء على ظواهر يمر بها المجتمع أدت إلى خلخلة بعض المفاهيم، ثم النزول إلى المواطن بخدمات يعرفها كل مسؤول بهذه الجامعات... والمأمون دائماً مطلوب.