كشفت دراسة جديدة منشورة في مجلة «nature»عن طريقة من شأنها أن تحل الأزمة الكبيرة، العالقة بين مصر والسودان وإثيوبيا، حول عملية تشييد وملء سد «النهضة» الإثيوبي، الذي يعتبر أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في إفريقيا، حيث كشفت عن آليات جديدة للحل، بعيدة عن المفاوضات، والتي من شأنها أن تخلق أوضاعا إقليمية رابحة لجميع الأطراف.

تتلخص الفكرة في نشر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، على نطاق واسع لتكون بمثابة مكمل للطاقة الكهرومائية لسد النهضة.

المياه المتدفقة

ووجدت الدراسة أنه إذا تم تشغيل سد النهضة، لدعم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على مدار العام، على مدار الساعة والموسم، فإن هذا يعني تلقائيًا إنتاج طاقة مائية أقل خلال موسم الجفاف، وأكثر خلال موسم الأمطار، دون التأثير سلبًا على المتوسط ​​السنوي للمياه، «عندئذ ستكون المياه المتدفقة من السد في المواسم، مشابهة إلى حد كبير المياه المتدفقة منه في حالة النهر الطبيعي، مع ذروة واضحة في موسم الأمطار».

وقد ذكر مجموعة من الباحثين في بلجيكا وألمانيا، بقيادة الباحث ستريل، أن نشر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، على نطاق واسع ستكون بمثابة مكمل للطاقة الكهرومائية لسد النهضة.

ويقترح الباحثون أن تقوم إثيوبيا ومصر والسودان، بنشر مزارع شمسية وطاقة رياح واسعة النطاق، والعمل على إنشاء شبكة طاقة متكاملة إقليميًا.

وقد يعني هذا تقليل حجز المياه في الأيام المشمسة والرياح، وزيادة تدفق المياه من السد خلال فترات الرياح والليل، من أجل «تثبيت» التقلبات الدائمة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

منوهين إلى أن أشعة الشمس والرياح، في العديد من مناطق إثيوبيا والسودان ومناطق شرق إفريقيا، لديها ملامح موسمية متعاكسة لتدفق مياه النيل الأزرق. ففي هذه الأماكن، تشرق الشمس بشكل ساطع، والرياح تكون قوية في مواسم الجفاف، وأكد الباحثون أن هذا «التآزر الموسمي» بين الماء والشمس والرياح يعتبر صميم نتائج الباحثين.

فوائد لدراسة السد العالي:

أولاً: يمكن أن تصبح إثيوبيا أكبر مصدر للطاقة في إفريقيا، مع تقليل اعتمادها على الطاقة الكهرومائية.

ثانيًا: يمكن استبدال الوقود الأحفوري المسبب للتلوث، في كل من السودان ودول شرق إفريقيا الأخرى.

ثالثًا: يمكن لمصر الحصول على المزيد من المياه خلال سنوات الجفاف.

خامسًا: لن تتأثر البيئة حول نهر النيل في السودان بشكل كبير .