من الذكريات التي ما زالت تردد في المجالس بين بحارة وأهالي أملج «الفنديرة»، وهي عبارة عن صخر ة كبيرة من الدومر، يحيط بها الماء من كل الاتجاهات، وتقع بالقرب من ساحل محافظة أملج، شكلت تعرجاتها وتضاريسها أمواج البحر، حتى صارت معلما طبيعيا لإرشاد البحارة إلى ميناء ساحل أملج، وملمحا جماليا للساحل ومتنزها طبيعيا للأهالي، يخرجون إليه من أجل الصيد أو السباحة.

وهذا التقليد الاجتماعي كان قديما قبل الوصول إلى المدنية والتقدم الحضاري، عندما كانت الحياة بدائية والمصدر الأساسي للعيش هو البحر.

كان يكثربالقرب منها اللعف والسيجان، وبعض البحارة يتخذها مجلبا أو مصدا للشوار، لكثرة تجمع السمك بالقرب منها، وينشرون عليها كذلك السمك (الكشاط) حتى ينشف وكذلك البصر.

كانت الفنديرة أيام زمان مركزا ومعلما من المعالم الطبيعية، مشكلة لوحة جمالية داخل البحر، وبخاصة الفنديرة الكبيرة التي توجد قبالة مساكن أملج القديمة، ويتخذها بعض البحارة برج مراقبة، يكشف حالة البحر وأمواجه، قبل أن تذهب وتتغير مع التطور، ولم تبق إلا فنديرة واحدة، صغيرة وبعيدة عن الموقع الأساسي للفنديرة الكبيرة، التي ما زال بعض الأهالي يتذكرونها ويسردون القصص والحكايات إذا أتى ذكرها.

وأخيرا اختارت بلدية محافظة أملج «الفنديرة» اسما لأحدث مشاريع الواجهة البحرية الترفيهية، وذلك لما لهذا الاسم من ارتباط تاريخي بذكريات زمان أول لأهالي محافظة أملج.

وقفة: يقول الشاعر:

«أراقب حبيبي على الفنديرة

وبموج البحر أرسل سلامي».