عقب قمة تاريخية استمرت 4 ساعات في جنيف، بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، قال بوتين إنه اتفق مع نظيره الأمريكي، على عودة السفراء إلى كل من واشنطن وموسكو.

فيما قلل البيت الأبيض في وقت سابق، من أهمية فكرة تبادل الأسرى لمجرمي الإنترنت، وأظهر بأنه لن يقف رئيس أمريكي إلى جانب موسكو فيما يتعلق بوكالاته الاستخبارية.

ما يريده بايدن

وأوضح بايدن ومساعدوه، أنه لن يسير على خطى أسلافه الجدد، من خلال السعي إلى تغيير علاقات الولايات المتحدة بروسيا بشكل جذري. وبدلاً من ذلك، يبحث البيت الأبيض عن هدف أكثر تواضعًا وأكثر أهمية، من خلال التحرك نحو علاقة أكثر قابلية للتنبؤ، ومحاولة كبح السلوك التخريبي لروسيا.

وسيدفع بايدن بوتين إلى التوقف عن التدخل في الانتخابات الديمقراطية، وتخفيف التوترات مع أوكرانيا، والتوقف عن توفير الملاذ الآمن للقراصنة، الذين ينفذون هجمات إلكترونية وفدية.

وسيحث بوتين على حقوق الإنسان، بما في ذلك تسميم وسجن زعيم المعارضة أليكسي نافالني، والتوقف عن التدخل في انتخابات الدول الأخرى.

وستكون هجمات الإنترنت نقطة محورية، حيث تأتي قمة جنيف بعد أيام فقط، من توسيع حلف الناتو لاتفاقية الدفاع المشترك، بموجب المادة 5 لتشمل الهجمات الإلكترونية.

ما يريده بوتين

في حين سيكون هدف بوتين الرئيسي، هو رسم خطوطه الحمراء للإدارة الأمريكية الجديدة، والتفاوض على الوضع الراهن المتوتر، الذي من شأنه حماية المصالح الحيوية لموسكو.

ولا يأمل في انفراج جديد، لرأب الصدع الناجم عن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014. كما أنه لا يعول على التراجع، عن عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي المعوقة، التي قيدت وصول موسكو إلى الأسواق المالية العالمية، والتقنيات الغربية الكبرى.

وأصبحت مهمة بوتين الآن أكثر تواضعًا، وهي توضيح المخاوف الأمنية الرئيسية لروسيا، ومحاولة استعادة قنوات الاتصال الأساسية، التي من شأنها منع زعزعة الاستقرار الأكثر خطورة.

ومنها تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى الناتو. وخوفًا من محاولته الانضمام إلى التحالف، رد بوتين على الإطاحة بالرئيس الأوكراني، الصديق لروسيا، عام 2014 بضم شبه جزيرة القرم، وإلقاء ثقل موسكو وراء تمرد انفصالي، في قلب المنطقة الصناعية بشرق البلاد، حيث أدى الصراع المستمر منذ سبع سنوات إلى مقتل أكثر من 14000 شخص.

و في مقابلة مع التليفزيون الرسمي الأسبوع الماضي، وصف محاولة أوكرانيا، للانضمام إلى الناتو بأنها تحد وجودي لروسيا، من شأنه أن يسمح لصواريخ التحالف بضرب موسكو، وأهداف أخرى في غرب روسيا، في سبع دقائق فقط.