الصعود إلى القمة ممكن لمن جد واجتهد. ولا يصل إليها إلا بعد تعثر في البداية قبل أن يجد الطريق الصحيح للوصول إلى أعلى القمة ولكنه في النهاية سوف يصل والمهم هو الثبات على القمة بعد الوصول إليها.

والشباب يجب أن يكون مفعما بالطموح والأمل فهو إنسان يأكل ليعيش لا يعيش ليأكل. وأنا أرى أنه لا يوجد تناقض إطلاقا بين القناعة والرضا بما قسمه الله، عز وجل، للإنسان والطموح والسعي للأفضل، فالتوكل مطلوب واتخاذ الأسباب أيضا مطلوب.

قال رسول الهدى، صلى الله عليه وسلم، «اعقلها وتوكل»، فالشباب المحبط الكسول المنهزم يعتبر حجر عثرة في مسيرة التقدم والانطلاق نحو التطور على مستوى المجتمعات والشعوب عامة ومجتمعنا السعودي خاصة.

وشباب الأمة هم اللبنة الأولى للبناء وهم العمود الفقري لها وهم الحاضر وكل المستقبل والاعتماد عليهم بعد الله، سبحانه وتعالى، في النهوض بشؤون الأمة وعلى عواتقهم نحو التقدم والرقي وهم سواعد البناء وعتاده وهم أمل الأمة ومستقبلها.

وخيارات الطرق المؤدية لتحقيق الأحلام يمكن أن تبدو الصورة وردية أحيانا ولكنها ضبابية وغائمة أحيانا أخرى، فهذه الطرق لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تظل متوازية مع الطموح والتوجه الذي نريده فهي من دون شك مليئة بالمنعطفات والعثرات التي تعزز ثقافة الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة المصاعب وحل المشكلات التي تواجهنا، فلو أن الطريق كان ممهدا للأبد.. لم نعرف قدراتنا من اكتشاف الطاقات الموجودة لدينا والكامنة فينا والتي تظهر عندما نخوض هذه التجارب الخطيرة التي نتعرف من خلالها على قيمتنا وهويتنا الحقيقية، وعلى كل ما يمكننا أن نحققه، وهذه المزايا لا يمكن أن تتحقق عندما يكون الطريق معبدا ومفروشا بالزهور ومليئا بالأنوار، فالطرق المظلمة صعوبتها هي التي تبين قدرتنا إلى الوصول إلى القمة.

ولندرك أن التجارب القاسية والفاشلة هي أهم الخطوات التي تؤدي بنا للنجاح، وأن النجاح الأبدي والطرق الممهدة لم تعطه أي فرصة لإدراك خفاياه التي تختبئ خلف الرتابة والتكرار ولكن في كل مغامرة جديدة لتحقيق الذات نقطة.. والمهم في الأمر أن نثبت في مركزنا الذي وصلنا إليه ونتقدم إلى الأعلى. ‫