علينا أن نسجل تاريخ السابع من مايو عام 2012، لأنه سيكون يوما قرعت فيه إسرائيل طبول الحرب في المنطقة. فالمناورة التي قام بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، نجحت إلى حد كبير: إقرار انتخابات برلمانية مبكرة في سبتمبر المقبل، وتصويت الكنيست في قراءة أولى على حل نفسه، ثم سرعان ما استبدل ذلك بتوسعة الحكومة الحالية، بإضافة حزب كاديما المعارض إلى صفوفها، وغض النظر عن الانتخابات.
إنها حكومة حرب تشكلت في إسرائيل، تذكرنا بحكومة الحرب التي شكلتها جولدا مائير قبل أيام من العدوان الإسرائيلي على الدول العربية في يونيو 1967.
كل المؤشرات تدل على أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية هو هدف إسرائيل، وكان مقررا له في أكتوبر، وربما تسعى إلى تعجيله، للتملص من إحراج للولايات المتحدة التي ستكون على أبواب انتخاباتها الرئاسية.
نحن البسطاء ندرك هذه المعادلة، وندرك أيضا أن الوقت أمام إيران ما زال لصالحها، من خلال اجتماعها المقبل مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، المقرر في 23 الجاري في بغداد.
هذه الفرصة ستكون سانحة لطهران لتفويت الفرصة على إسرائيل، عبر التعامل الصادق مع المجتمع الدولي الذي وحده القادر على لجم أي حرب ووقفها، وذلك عبر إفصاح إيران بشفافية كاملة عن برنامجها النووي وفتح منشآتها النووية أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعدم اللعب على عامل الزمن. إن على إيران أن تدرك أن أي حرب عليها ستعيدها عقودا إلى الوراء، وأن مثل هذه الحرب لن تبقى محصورة في الإطار النووي، فالمنطقة على فوهة بركان، وبيدها وحدها أن تخمد هذا البركان.