الكثير ممن هم بيننا اهتمامهم يكمن في الكم وليس الكيف، سواءً في الدورات التدريبية أو غيرها من أمور الحياة الأخرى. ولكن سأتكلم عن الدورات التدريبية بوجه الخصوص.

البعض لديهم هوس بتجميع أكبر عدد ممكن من الشهادات التدريبية دون الاهتمام بالحصول على الفائدة. هم بداخل ذواتهم يجهلون ما يمرون به، باعتقادي أنهم لا يجلسون مع أنفسهم ولو لدقائق معدودات للتفكر فيما يحصل وفيما يمرون به.

جميعنا نستطيع الحصول على 100 شهادة من دورات تدريبية، الجميع دون استثناء. ولكن، هل جميعنا ربحنا الفائدة؟ اجلس مع نفسك لدقائق، تفكر، فسر، قرر. تفكر واسال نفسك ماذا استفدت من حصولك على الـ 100 شهادة، دون أخذ 100 معلومة مفيدة على الأقل من كل دورة حضرتها؟ هذا إذا لم تكن أكثر من ذلك بكثير.

هل غيرت هذه الدورة بي شيئاً؟ ولا أقصد بالتغيير هنا التغيير الجذري، وإنما بكسب معلومة جديدة حتى وإن كانت بسيطة.

وهل طبقت ما ربحت من فائدة؟ هل اهتمامي بتجميع أكبر عدد من الشهادات دون الحصول على فائدة أمر يستحق الاهتمام؟ اجب عن هذه الأسئلة وعن غيرها الكثير، وفسر إجاباتك ومن ثم قرر ماذا ستفعل بعد ذلك؟.

أستطيع توجيهك بشكل بسيط جداً قبل اختيارك للدورة التدريبية، اسأل نفسك عن احتياجك، وسبب ذلك الاحتياج؟، ومن ثم ابحث عما هو أنسب وما هو «معتمد».

الاعتماد مهم عند وضع الشهادة في سيرتك الذاتية، ولكن من وجهة نظري الشخصية، هو غير مهم عندما تريد فقط الحصول على فائدة. هنالك بعض من الجمعيات تقدم دورات دون شهادات، أو بشهادات مدفوعة، من الممكن أن تسجل بها، فقط لحصولك على الفائدة لكسب معلومات جديدة تفيدك.

مثال على ذلك، دورة بعنوان مشاكل تربية الأبناء يقدمها مستشار أسري، يوجد الكثير من الأمهات يسعين لتطوير أنفسهن في التربية ويهتممن بحضور ذلك النوع من الدورات، ولا يهتممن بحصولهن على شهادة حضورهن للدورة، فقط لكسب الفائدة.

وأنا أشجع ذلك النوع من الدورات عندما يكون مقدمها الشخص الصحيح في مكانه الصحيح.

أخيراً: لا تهتم بالكم أكثر من الكيف سواءً في الدورات أو في أمور الحياة الأخرى.