عشاق المستديرة تحدق أنظارهم هذه الأيام صوب الصراع الأوروبي الكروي للاستمتاع بالدروس التي ترسمها المنتخبات العتيدة في العراك الأقوى، والجميل أنك تتابع النزالات دون ضغوط، وإن كانت هناك ميول لأحد المنتخبات فلا يتجاوز الهامشية، وفي غمرة الاهتمام الأحادي خرج رئيس الهلال فهد بن نافل على غير العادة ورمى بعدة تغريدات صوب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل لوت الأعناق وتوقف عندها الكثير لأنها تحمل في طياتها وما بين سطورها معاني عديدة حول توثيق البطولات الذي أخذ مسارًا غريبًا في آلية حساب منجزات كل فريق، رغم أن الأمور واضحة كالشمس في رابعة النهار، لكن هناك من يحاول لي الحقائق بطريقة فجة ويضاعف الإنجازات الوهمية على أمل لعل وعسى أن تتصاعد أرقام الوهم، كانت لغة رئيس الهلال مغايرة تمامًا ومختلفة عن شخصيته الهادئة، ولسان حال ما طرحه (احذر غضب الحليم).

أعود للدوري الأوروبي الذي قدم لنا دروسًا يفترض الاستفادة منها تحديدًا في صعيد التحكيم الذي يعد ناصية النجاح في التنافس الكروي ورغم وجود تقنية (var) الحكم لا يترك ساحة الملعب للتأكد من القرارات إلا في حالات نادرة لا يستغرق ثواني لكي لا يفسد أجواء اللعب أيضًا شخصية الحكم حازمة ولا يتجرأ عليه لاعب بالاحتكاك أو المطالبة بضربات جزاء بطريقة لا يقبلها الذوق، اللافت أن النجوم الأوروبيين لا يتواجد منهم اسم في الدوري السعودي رغم المبالغ الطائلة التي تدفع للعناصر الأجنبية. الاحتدام الأوروبي صادف يوم الأب العالمي، وفي مثل تلك الأجواء طرح ابني العزيز (محمد) فكرة تقديم هدية خاصة تتزامن مع هذا اليوم ورددت عليه أنني كل يوم أستقبل هدية إذا كنتم ترفلون بأحسن حال، الغريب أن يوم الأب لا يعرفه الكثير ولا يقارن بيوم الأم والأخير قد تكون شعبيته أكثر وديننا الحنيف ميزه قبل أن تظهر مثل تلك الأيام، والأهم أن الأب أنصف حتى لو كان يقف خلف الأم بمسافات، ومن حق الأم أن تكون بطلة وأن تتصدر المشهد لأنها جنة لا يعرف قدرها إلا من فقدها وبالتالي فإن شعبيتها مستقلة وبطولاتها في ميادين الحياة حقيقية، ولا يمكن أن تدخل في خانة المجاملات أو التزييف ولا تحتاج لتوثيق هذا المنجز الذي يسير معها جنبًا إلى جنب، وبين حقوق الوالدين تعود بنا الذاكرة لأعز الذكريات الخالدة التي لا تفارقنا مهما كانت الظروف.