تطورات متلاحقة يشهدها سوق الطاقة المتجددة، في ظل سباق شركات التكنولوجيا لتأمين صفقات الكهرباء، بينما تواجه تحديا جديدا، وهو كيف تضمن أن استثماراتها تقلل فعليا من الانبعاثات؟.

من جهتها، قالت شركة Amazon إنها تخطط لإعلان التزامات لشراء 1.5 جيجاوات من الطاقة الإنتاجية لـ14 محطة جديدة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح حول العالم، كجزء من مساعيها لشراء ما يكفي من الطاقة المتجددة لتغطية جميع أنشطتها بحلول 2025م. تستخدم شركات التكنولوجيا ميزانياتها العمومية في تمويل مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وغيرها من مشاريع الطاقة المتجددة على نطاق غير مسبوق في بعض البلدان.

الإعانات الحكومية

وأكد المطورون أن استعداد شركات التكنولوجيا للإنفاق مقدما، من خلال توقيع التزامات لشراء الطاقة بسعر معين لفترات طويلة، ساعد في جعل الشركات أكثر أهمية من الإعانات الحكومية التي تعد المحرك الرئيسي للاستثمار في الطاقة المتجددة. يضع هذا حجم من الاستثمارات شركات التكنولوجيا تحت الضغط، لإظهار أن تلك المشاريع تضيف بالفعل قدرة جديدة إلى شبكة الطاقة بدلا من امتصاص الإمدادات الموجودة بالفعل. وتتمثل إحدى المشكلات الشائكة فيما إذا كانت مشتريات «الطاقة الخضراء» لشركات التكنولوجيا تحل بالفعل محل الطاقة المولدة من محطات انبعاث الكربون، أم أنها تسعى لمجرد زيادة توليد الطاقة، لتغذية الاستهلاك العالمي المتزايد منها.

في هذا الصدد، قال برايان جانوس، المدير العام للطاقة ومصادر الطاقة المتجددة في Microsoft: «فقط لأنك تضع إلكترونا نظيفا على الشبكة، لا يعني بالضرورة أنك تحل محل إلكترون قائم على الكربون»، لافتا إلى أن Microsoft تحلل حاليا شبكات الطاقة، لتحديد المواقع والأوقات التي سيحل فيها إنتاج الطاقة المتجددة الإضافي محل معظم الإنتاج من المصانع القائمة التي تعمل بالوقود الأحفوري.

بينما لفتت «أمازون» إلى أن أحدث مشاريعها في 7 ولايات أمريكية، بالإضافة إلى كندا وفنلندا وإسبانيا، دفع الالتزامات الموقعة على الشركة مقابل ما مجموعه 10 جيجاوات من الإنتاج المتجدد. وبعد الصفقات الجديدة، أصبحت «أمازون» أكبر مشترٍ على الإطلاق للطاقة النظيفة في الولايات المتحدة، وفقا لـ«تحالف مشتري الطاقة المتجددة»، وهو مجموعة من الشركات التي تروج لشراء الطاقة المتجددة. وبيّن ستيفان يورج جوبل، نائب الرئيس الأول لطاقة الرياح والطاقة الشمسية بشركة الطاقة النرويجية Statkraft AS: «تعد صناعة مراكز البيانات واحدة من أكبر مستهلكي الطاقة في جميع أنحاء العالم. إنهم يعيدون تشكيل جانب الطلب».