يسلط الإعلامي اللبناني الزميل في «الشرق الأوسط» الدكتور مالك القعقور الضوء على المخاطر المتأتية من التطور الهائل للتكنولوجيا على الدولة بصفتها «عقل المجتمع»، من خلال كتابه «فلسفة الدولة أمام التكنولوجيا الكونية» الصادر حديثا عن «دار أوراق للنشر والتوزيع» في مصر.

والكتاب (396 صفحة من القطع الوسط)، والذي تضمن ثلاثة أقسام، انقسم كل منها إلى ثلاثة فصول، سيكون معروضا ضمن مجموعة الكتب الجديدة التي أصدرتها «أوراق للنشر والتوزيع» في جناحها (صالة 1 جناح C3) في معرض القاهرة للكتاب الذي يفتتح في 30 يونيو الجاري، ويستمر حتى منتصف يوليو المقبل.

ويبحث القعقور في مؤلفه المسارين الفلسفيين للدولة والتكنولوجيا، وتأثير أحدهما على الآخر، انطلاقا من إشكالية أساسية مفادها أن الفلسفة وجدت نفسها، في خضم ما يشهده العالم من تطور تكنولوجي وثورات إلكترونية ومعلوماتية وما نتج عنها من أمور كثيرة منها العوالم الافتراضية التي مسحت حدود الدول واخترقتها، أمام مجموعة من الأسئلة المتعلقة أساسا بموضوع «الدولة» نفسه، لا سيما أن الفلسفة هي التي أسست مفهوم الدولة، وهي بالتالي مسؤولة عن كشف الأخطار التي تهددها وكذلك عن إعادة التفكير بدورها في مواجهة هذه التكنولوجيا الكونية الهائلة التي تكاد تصبح سلطة مستقلة خارج سلطة الدولة أو حتى أقوى منها، فيما يجب أن تبقى واحدة من سلطات الدولة التي تعتبر من المنظار الفلسفي «عقل المجتمع».

فالتكنولوجيا التي تعرف بأنها «المعرفة والقدرة على إنتاج سلعة» مسألة ضرورية وواسعة وحاجة إنسانية للتطور والتقدم، بحسب القعقور لكن «الدولة» بما هي «أرض وشعب وسلطة» يجب أن تبقى، وأن تستمر وفق هذا المفهوم، لأن وجود الدولة، ولو في أسوأ أحوالها، أفضل كثيرا من عدم وجود دولة.