فيما تعتبر المتغيرات الحالية لفيروس كورونا من أكثر ما يشكل مخاوف حالية من الإصابة بالفيروس رغم وجود لقاحات مضادة، أكد الدكتور أحمد الشهري أستاذ علم الفيروسات السريري المساعد أن من أهم أسباب رصد آلاف التحورات في العديد من البلدان هو إتاحة الفرصة لانتقاله بين الأفراد خلال التجمعات الكبيرة، والذي بدوره يسهم في تنامي ميكانيكية تكاثر الفيروس بشكل استثنائي مؤديًا إلى إنتاج نسخ فيروسية بها أخطاء في بروتين إس (S Protein) والذي انعكس في مصلحة الفيروس من خلال تحسين ارتباطه بالخلية البشرية المستهدفة. وهناك متحورات ذات أهمية وما زالت قيد الدراسة (متحور ابسيلون، ثيتا، كابا).

متحورات مقلقة

وأوضح الشهري أن هناك متحورات مقلقة عالميا وتضم المتحور ألفا، بيتا، جاما، دلتا والمرصودة في بريطانيا، وجنوب إفريقيا، والبرازيل، والهند على التوالي، يرجح العديد من العلماء المهتمين بتطور الفيروسات وحسب الرصيد المعرفي الحالي أن فيروس كورونا الجديد يلجأ للتحور بهدف زيادة معدل انتشاره بين أفراد المجتمع، وليس بهدف تحييد الحماية المناعية المكونة من اللقاحات المتوافرة بشكل مباشر.

الطفرة و التحور

وأشار الشهري إلى أن الفيروس يحتوي على الطفرة المؤثرة والتحور وهما مصطلحان يرتبطان بتطور الفيروسات بهدف بقائها لأكبر فترة ممكنة وكلاهما يصاحبه تغير في المعلومات الجينية للفيروس بينما يختلفان في تأثير ذلك التغير، تعرف الطفرة المؤثرة على أنها تغير جذري في تسلسل القواعد النيتروجينية لجين معين للفيروس، ويؤدي هذا التغير إلى ظهور سلالة فيروسية ذات خصائص تركيبية جديدة تتسبب في عدوى ذات أعراض مرضية تختلف في نوعها أو شدتها وربما في نمط انتشارها عن المتعارف عنه مسبقا.

عوامل مشتركة

بينما التحور أو التباين والذي يحدث حاليًا لفيروس كورونا الجديد هو تغير بسيط في قاعدة نيتروجينية واحدة أو أكثر للفيروس مع عدم حدوث تغير مؤثر في خصائص الفيروس الأساسية أو الأعراض المرضية المسبب لها.

وأبان أن فيروس كورونا والإنفلونزا والحصبة وشلل الأطفال هي فيروسات تحوي المادة الوراثية المسماة الحمض النووي الريبوزي (آر إن ايه) ولذلك هي أكثر عرضة لحدوث أخطاء أثناء عملية التكاثر مع مرور الزمن مقارنة بفيروسات الجدري والهربس والورم الحليمي البشري، والتي تحافظ على استقرار تسلسلها الجيني بشكل أفضل بسبب احتوائها على الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (دي إن ايه).

لماذا متحور دلتا

قال الشهري: على الرغم من تسلل المتحور ألفا إلى العديد من البلدان خلال الأشهر الماضية إلا أنه من المتوقع أن يكون المتحور دلتا الأكثر شيوعا خلال الفترات القادمة، وذلك لتفوق متحور دلتا على ألفا في معدل الانتشار بنسبة تتجاوز 40 % تقريبا. تشير بعض الدارسات المخبرية والمبدئية في الهند إلى أن المتحور دلتا له القدرة على تجاوز الاستجابة المناعية لدى كل من المتعافين مسبقا (بنسبة 55 % تقريبا) كما يؤثر على فعالية بعض اللقاحات بشكل متفاوت. من جهة أخرى، أوضحت هيئة الصحة الإنجليزية أن لقاح فايزر/بايونتيك ولقاح أكسفورد/استرازينيكا أسهم بشكل فاعل في تقليل تنويم المصابين بالمتحور دلتا بنسبة 96 % و 92 % على التوالي، وذلك لمن تم تطعيمهم مسبقا بجرعتين من تلك اللقاحات.