انتشر مصطلح «يوتيوبر» منذ إنشاء الموقع الشهير «يوتيوب»، وهو ذلك الشخص الذي يملك قناة في الـ«يوتيوب». كنت أسمع كثيرا هذا المصطلح، وأعرف أنه لأشخاص يملكون قناة عليه، وينثرون من خلاله ما في جعبتهم من أشياء مفيدة ومحتوى يستفيد منه كل زائر لتلك القنوات.

المحتوى يلعب دورا مهما في متابعة تلك القنوات، ومما لا ريب فيه أن المحتوى يختلف من قناة لأخرى، كما نعلم، ففيها الشئ المفيد، وفيها الشئ الباعث للضحك والمتعة، وفيها ما لذ وطاب من محتويات في مختلف المجالات التي لا يمكن أن تخطر على أحد إلا من تعمق في استخدام ذلك الموقع. حتى أبسط أمور الحياة اليومية من الممكن أن تجدها هناك مثل تعلم الطبخ، والوصفات الطبية الشعبية، والأغاني، والأمور الدينية، وغيره مما لا يمكن حصره، والتي تحتاج مجلدات للكتابة عنها، من وجهة نظري.

حتى لو واجهتك مشكلة من الممكن أن تستعين بذلك الموقع، ففي خانة البحث تصل إلى ما تحتاجه.


من خلال تجاربي، اتصلت بيّ والدتي لتخبرني أن سائق العائلة يبلغها أن السيارة تعطلت، وذلك لأتوجه إلى السيارة من أجل تفحص الموضوع، فإذا بـ«القير» لا يعمل، وكأنه قطعة قماش تتدلى من على معلاق الملابس، لا يؤثر في تحرك السيارة، تعطل تماما. اتصلت بأكثر من ورشة، فإذا بكل صاحب ورشة يبدي رأيه، وأول شئ أسأله عنه بعد شرح المشكلة هو السعر، فتتفاوت الأسعار ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف، حتى إن بعضهم طلب مني أن أحضر السيارة على ناقلة للسيارات. ألهمني الله - عز وجل - لأستشير ذلك الموقع بالبحث، لأصل لقناة ترشدني إلى أن حل المشكلة سهل جدا، لا يحتاج لأكثر من مائتي ريال.

فعلا اكتشفت أن المشكلة تتمثل في أن قير السيارة موصل بسلك يصل إلى المحرك، لتغيير حركته، ذلك السلك تكلفته مائة ريال، وإصلاحه لا يتجاوز خمسين ريالا.

السؤال: كيف أوصل السيارة إلى الورشة؟، وإذا بتلك القناة تشرح ليّ أنه يمكن إيصال سلك القير بغطاء قارورة ماء بلاستيكية فقط، بعد فتحه بواسطة السكين.

عملت فتحة داخل غطاء قارورة الماء، ونزلت ومعي السائق تحت السيارة في عز الظهر وتحت أشعة الشمس الحارقة، وطبقنا ما شاهدته، وإذا بعصا القير يعمل كما هو مطلوب.

طبعا حسب توجيه مقطع «يوتيوب»، فإن تلك القطعة من البلاستيك قد تسقط في أي لحظة، لذلك ذهبت مباشرة إلى الورشة، لشراء ذلك السلك الموصل للقير بالمحرك وتغييره.

الغريب، الذي أدهشني، هو سؤال صاحب الورشة، عندما سألته عن التكلفة، حيث قال ليّ بالحرف الواحد: من علمك هذه الطريقة؟، وكأن به يقول: حسبي الله على من نشر مقطع حل المشكلة الذي دمر سوقنا، وقطع حبل اللعب على المواطن السعودي، لنستنزف جيبه وأمواله بغير وجه حق. منذ تلك التجربة أصبحت لا أتردد في استشارة ذلك الموقع في أبسط أمور حياتي، والبحث عن معلومة تخص أي شئ أبحث عنه، بل إنني لو ذهبت لشراء سلعة ما، أبحث فيه عنها لأعرف سعرها قبل أن أشتريها، وأحصل منه على معلومات عنها على الأقل، ليعلم بائع تلك السلعة أن لدي من المعلومات الشئ الكثير، ولم أحضر إليه إلا وأنا على إطلاع كامل.

وأبشركم بأنني نظفت مكيفات منزلي بنفسي هذا الصيف، مستعينا بقناة شرح صاحبها بالتفصيل كيفية تنظيف المكيفات.