تداول متابعون مقاطع فيديو نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تصور بعض السيّاح السعوديين في الخارج، وهم يقدمون على تصرفات غير مقبولة في العرف الاجتماعي، وتتسبب في تشويه صورة السعودي في الخارج، بالرغم من كونها حالات فردية يقدم عليها البعض بلا مسؤولية ولا اكتراث.

ومع تكرار حالات النشر لمقاطع تتضمن إساءة تصرف من السائح السعودي في الخارج، طالب قانونيون بأن يمتد أثر لائحة الذوق العام المطبقة محليًا ليشمل تصرفات السعودي في الخارج، أو بسن قوانين خاصة تضبط التصرفات المنفلتة للبعض سواء كانوا مشاهير أو غيرهم، خصوصًا مع ازديادها وتأثيرها السلبي على صورة السعودي عمومًا.

امتداد الأثر

يوضح المستشار القانوني الدكتور خالد بن ظافر العمري، الأستاذ المتعاون في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، عضو النيابة العامة سابقاً أنه «يوجد لدينا في المملكة لائحة الذوق العام والمنصوص عليها كقانون داخلي، ولكن في حال قيام أحد المواطنين بمخالفة لائحة الذوق العام خارج المملكة فإن اللائحة لم تنص صراحة على تطبيق العقوبة، ولكن إذا ما طبقنا قواعد القانون الدولي الخاص (وذلك في حال قيام المواطن بفعل جريمة أو جنحة أو مخالفة خارج أرض الوطن وكانت تلك الجريمة أو الجنحة أو المخالفة معاقب عليها بموجب أنظمة وطنه) ففي مثل هذه الحالات يتم تطبيق قانون العقوبات الجنائية على الجريمة التي تُرتكب خارج حدود الدولة في حال كانت ضمن اختصاص المحاكم الجنائية أو الجزائية وتطبق عليه العقوبات حال عودته إلى أرض الوطن، ما لم تتم محاكمته في البلد الذي ارتكب فيه تلك الجريمة أو الجنحة أو المخالفة».

وطالب بضرورة سنّ قانون خاص بمثل هذه التصرفات التي تحدث من قبل بعض المواطنين من مشاهير وغيرهم لضبط تصرفاتهم خارج المملكة وذلك نظرًا لازدياد عدد الممارسين لهذه السلوكيات المنافية للآداب والذوق العام ظنًا منهم بأنه لا تُوجد هناك عقوبات رادعة مما قد يُسيء ويُشوه صورة المملكة العربية السعودية لدى شعوب البلدان التي يُسافرون إليها ويُعطي صورة نمطية غير صحيحة عن شعب المملكة، لا سيما وأن انتشار مثل هذه التصرفات عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو أمر خطير لأن هذا العالم الافتراضي - بشقّيه السلبي والإيجابي - أضحى جزءً من يومنا، ونرى أن الفئات الأشد تأثراً بهؤلاء المشاهير هم الشباب والمراهقين الذين أصبحوا يحاكونهم في عدد من تصرفاتهم.

النشر بالخطأ والعقوبات

حول إمكانية وقوع هؤلاء الشباب في مشاكل وقضايا تُرفع عليهم في البلدان التي قصدوا زيارتها، أكد العمري أن «عدد من الشباب واجهوا قضايا رُفعت ضدهم في دول أخرى بسبب تصرفات غير قانونية قاموا بها مثل التصوير وخلافه، ولذلك؛ ينبغي عليهم تثقيف أنفسهم قانونيًا حتى لا يقعوا تحت طائلة المساءلة القانونية في تلك الدول».

أما فيما يخص نشر المقطع على سبيل المزاح بين الأصدقاء، ومن ثم ينتشر المقطع في مواقع التواصل دون نية صاحبه في فعل ذلك، بيّن العمري أنه «في أي جريمة يُوجد هناك ركنان، مادي ومعنوي، ولا بد من توافرهما لمعاقبة الجاني، وفي حال عدم وجود نية عند المصور في النشر فإنه سيتم بحقه تطبيق العقوبة المنصوص عليها في المادة الثالثة من نظام الجرائم المعلوماتية، وذلك بالسجن مدة لا تزيد عن سنة وبغرامة لا تزيد على 500 ألف ريال وذلك لمساسه بالحياة الخاصة للآخرين عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بالكاميرا، أو ما في حكمها.

وأما من قام بالنشر فإنه سيواجه عقوبة أشد وستطبق بحقه المادة السادسة من نظام الجرائم المعلوماتية وذلك بالسجن مدة لا تزيد عن 5 سنوات وبغرامة لا تزيد على 3 ملايين ريال.

والقانون لا يفرق بين مشهور وشخص عادي إنما قد تُغلّظ العقوبة على المشهور كونه يُعد من المؤثرين في المجتمع».

المعرفة بالقانون

شدد المرشد السياحي المعتمد، المتخصص في الإعلام والعلاقات العامة قتيبة تركستاني على أن تصرفات الأفراد في الخارج تخضع لقوانين الأماكن التي يتواجدون فيها، وقد يكون بعضها تحت طائلة المساءلة القانونية، وقال «يتوجب على كل سائح أن يتعرف على القوانين والأعراف المتبعة في المكان الذي ينوي زيارته حتى لا تنعكس تصرفاته وبالا عليه، وحتى لا تعود عليه بالضرر».

تمثيل البلد

أكد تركستاني أن «تصرفات الفرد سواء في الداخل أو الخارج تمثله هو فقط، ولا تمثل بلده، ومع ذلك فلا يمكن أن ننكر أن الآخرين وحسب النمط السائد يرون أن كل شخص يمثل بلده، وقد لا أتفق مع هذه المقولة لأنه لا يمكن أن تقوم السعودية أو غيرها من الدول بالحدّ من تصرفات كل أفراد شعبها في الخارج، والأمر هنا يعود إلى تربية الشخص على العادات والتقاليد النابعة من داخله، فكل شخص يمثل نفسه فقط، ومع ذلك عليه أن يلتزم بقوانين وجهته السياحية لضمان سلامته أولا».

وأضاف «لا يمكن أن ننكر كذلك تأثير السلوك الحسن الذي يقدمه الفرد في الخارج على الآخرين، والانطباع الجميل الذي يتركه لديهم عن بلده، بل أن تصرفاته الحسنة ربما تغري الآخرين وتحفزهم على زيارة بلده أو تنفرهم منها، وفي الغالب فإن المدن السياحية تعتمد على حسن الضيافة والتعامل مع الزائر، وعلى هذا الأخير أن ينسجم مع طبيعتها فيلتزم بالقوانين والآداب المعتمدة فيها، ولأنه وغيره من سياح العالم يدورون في فلك هذه المدن فمن المؤكد أن قد يكون عاملا محفزًا لآخرين لزيارة بلده والاطلاع عليها».

عقوبات نشر المقاطع

المصور بدون نية النشر

(المبرر: المساس بالحياة الخاصة للآخرين)


السجن لمدة لا تزيد عن سنة

غرامة لا تزيد عن 500 ألف ريال

ناشر المقاطع

قد تغلظ العقوبة في حال كون الناشر من المشاهير

السجن مدة لا تزيد عن 5 سنوات

الغرامة لا تزيد على 3 ملايين ريال

مطالبات قانونية

تطبيق لائحة الذوق العام على السعودي سواء في الداخل أو الخارج

سن قانون خاص يطال المخالفات التي يرتكبها السعودي في الخارج