لا يمكن اعتبار أن سبب الوفيات التي تقع بعد تلقي اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، هو اللقاح المضاد لكوفيد 19، ولكن منذ أشهر بدأ عدد من الدول في تسجيل آلاف البلاغات الخاصة بالوفيات التي تقع بعد تلقي جرعة أو جرعتين من اللقاح والتحقيق في هذه الحوادث وإصدار نتائج التحقيقات حولها.

الأسبوع الماضي، أعلنت الأردن عن وفاة شخص بعد تلقي الجرعة الثانية من لقاح أسترازينيكا، وقبلها بأيام أقرت السلطات الصحية في كوريا الجنوبية بتسجيل أول حالة وفاة بعد تلقي لقاح مضاد لفيروس «كورونا» في البلاد، بعد أن توفي رجل بسبب حالة نادرة لتجلط الدم في أعقاب تلقيه لقاح «أسترازينيكا».

وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أنه تم التأكد من إصابة الرجل، وهو في الثلاثينات من عمره وتوفي الأربعاء قبل الماضي، بأعراض جانبية نادرة جدًا ولكنها خطيرة، تسمى تجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات، بعدما تلقى التطعيم في 27 مايو.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها الحكومة بتسجيل حالة وفاة مرتبطة باللقاح، بعد أن بدأت البلاد برنامج التطعيم في أواخر فبراير.

هل اللقاحات خطيرة

تقول منظمة الصحة العالمية إن اللقاحات مفيدة وقد تمت الموافقة على استخدامها بشكل طارئ في جميع دول العالم وذلك للحيلولة دون انتشار الفيروس وتحصين أكبر نسبة من الناس، وذلك بغرض الخروج من جائحة كورونا.

وعادة ما تضع الشركات المصنعة الآثار الجانبية المحتملة لهذه اللقاحات، فعلى سبيل المثال لقاح «فايزر» يشمل عددًا من الأعراض الخفيفة والمتوسطة مثل الصداع والألم في موقع الحقن والتعب والقشعريرة والغثيان والإسهال والتقيؤ وغيرها، لكن الملاحظ في نشرة الحقائق الخاصة بالأعراض الجانبية التي أصدرتها الشركة وكذلك هيئة الغذاء والدواء الأمريكية «أنه يحتمل وجود آثار جانبية خطيرة وغير متوقعة إذ لا يزال اللقاح قيد الدراسة والبحث في التجارب الإكلينيكية».

4178 بلاغًا في أمريكا

تلقى نظام الإبلاغ عن الأحداث المعاكسة للقاحات الذي تديره المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء، 4178 تقريرًا عن وفيات حدثت بعد تلقي اللقاحات (0.0017% من جميع جرعات اللقاح) بين 14 ديسمبر 2020 و3 مايو 2021. ومع ذلك، لا تشير هذه التقارير إلى علاقة سببية بين تلقي اللقاح والوفاة.

اعتبارًا من 11 مايو 2021، تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن «مراجعة المعلومات السريرية المتاحة، بما في ذلك شهادات الوفاة وتشريح الجثة والسجلات الطبية لم تثبت وجود صلة سببية بلقاحات COVID-19». ويتعين على مقدمي الرعاية الصحية الإبلاغ عن أي حالة وفاة بعد التطعيم إلى نظام الإبلاغ عن الأحداث المعاكسة.

التناقض في بداية الأمر ما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها كون أن من يتوفون بعد اللقاح مصابون بأمراض مزمنة، كما أن هناك احتمالية لإصابتهم بفيروس كورونا والمتحورات الخاصة به بعد التطعيم، في حين خرج عدد من الأطباء والمختصين يعترضون على هذا الأمر، وأكدوا أن هناك نسبة ليست قليلة ممن تلقوا التطعيمات كانوا أصحاء.

بداية الشرارة

في 16 يناير 2021، حذرت النرويج، من أن لقاحات كورونا، قد تكون خطيرة جدًا على المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة. وأعلنت آنذاك عن وفاة 23 شخصًا في أنحاء البلاد، بعد وقت قصير من تلقيهم الجرعة الأولى من فيروس كورونا المستجد، بحسب تقرير وكالة «بلومبيرج» الأمريكية. وعقب تشريح 13 جثة، أشارت النتائج إلى وجود أعراض جانبية مشتركة بينهم، ربما أسهمت في ردود فعل شديدة لدى كبار السن والضعفاء، وفقًا لبيان وكالة الأدوية النرويجية.

وقال المعهد النرويجي للصحة العامة، «بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ضعف شديد، ربما تؤدي الآثار الجانبية الخفيفة نسبيا للقاح إلى عواقب وخيمة، بالنسبة لأولئك الذين لديهم عمر قصير جدًا متبقٍ على أي حال، فربما تكون فائدة اللقاح هامشية أو غير مهمة».

الأمر المثير للجدل بعد هذا الخبر، هو التناقض بين ما ذكرته السلطات النرويجية وما ذكرته منظمة الصحة العالمية، التي أكدت أنها لا ترى أدلة على أن لقاح فيروس كورونا قد أسهم في وفاة مسنين، وحثت في نفس الوقت على الاستمرار في استخدام اللقاح.

توصية مفزعة

خرجت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع بتوصية مفزعة وغريبة تتعارض مع التصريحات نفسها التي أطلقتها وتطلقها دائمًا، حيث ذكرت أن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو تلقي لقاحات كورونا وتلقيح أكبر نسبة من البشر، ومن ثم ذكرت «لا يمكن للناس أن يشعروا بالأمان فقط لأنهم تلقوا جرعتين من اللقاح»، وفقًا للمسؤولة في منظمة الصحة العالمية، ماريانجيلا سيماو، بحسب ما نقلت شبكة «CNBC» الأمريكية.

ماذا يحدث

تقول وسائل الإعلام البريطانية إن معظم الوفيات التي تسجل الآن بسبب الإصابة بفيروس كورونا أو المتحور «دلتا» تكون بين المطعمين. وتساءلت صحيفة «الجارديان»، «لماذا المطعمون هم أكثر الذين يموتون الآن بفيروس كوفيد في إنجلترا؟». وأضافت: «في 13 يونيو، أظهرت دراسة أن 29 % من 42 شخصًا ماتوا بعد الإصابة بالسلالة الجديدة دلتا قد تلقوا جرعتي اللقاح». في الإحاطة الفنية للصحة العامة في إنجلترا في 25 يونيو، ارتفعت هذه النسبة إلى 43 % (50 من 117)، مع حصول الغالبية (60 %) على جرعة واحدة على الأقل.

وقالت الصحيفة «ماذا يحدث؟ هل اللقاح غير ناجع؟». وأضافت: «قد يبدو مقلقًا أن غالبية الأشخاص الذين يموتون في إنجلترا مع متغير دلتا (B.1.617.2) المهيمن الآن قد تم تطعيمهم. هل هذا يعني أن اللقاحات غير فعالة؟ بعيدًا عن ذلك، إنه ما نتوقعه من لقاح فعال ولكنه غير كامل، وهو ملف مخاطر يختلف بشكل كبير حسب العمر وطريقة طرح اللقاحات.

بلاغات الوفيات بعد تلقي اللقاحات ( أبريل 2021)

فايزر أسترازينيكا جونسون موديرنا

1. أمريكا 1134 - 54 1248

2. فرنسا 386 44 - -

3. ألمانيا 321 19 - 7

4. بريطانيا 314 521 - -

5. النرويج 143 5 - 4

6. النمسا 57 3 - 3

7. إيطاليا 76 12 - 12

8. الهند - 164 - -

9. الأرجنتين - 4 - -

10. البرازيل - 40 - -

11. تشيلي 1 - - -

12. الدنمارك 53 1 - 1