يقال «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى»، لذا موضوعنا اليوم عن الحفاظ على صحة الإنسان، فهي أهم شيء في هذه الحياة، وقد لاحظنا ما حصل للعالم في أثناء جائحة «كورونا»، وما سببه ذلك الفيروس من مشكلات صحية واقتصادية، ما زالت حتى يومنا هذا.

ما أريد الكتابة عنه هو موضوع آخر يخص من يبيعون الوهم على قارعة الطريق، وهم أولئك الذين يدعون الطب الشعبي، وليست لديهم خبرة، حيث يعالجون الناس بالكي و«الفصد»، ومن لا يعرف «الفصد»، فهو غير «الحجامة»، حيث يحبس الطبيب الشعبي الدم في أحد العروق، حتى يبرز العرق بامتلاء الدم، ثم يشرط خفيفا بالموس، فيخرج الدم الفاسد بلونه المائل للسواد.

أما «الحجامة» فهي حبس الدم من خلال قمع يلصق بالمنطقة التي يرغب في إخراج الدم منها، ثم يسحب الدم بالضغط والتشريط بالموس على الجلد.

قد تكون لهما فوائد طبية، ولكن هناك من ليست لديه خبرة قد يتسبب في مضاعفات للمريض، ونزيف يؤدي للوفاة - لا سمح الله.

وهناك من يعالج بالأعشاب، ويعطي وصفات قد تتسبب في مخاطر جمة للمرضى، منها الفشل الكلوي وتليف الكبد وارتفاع الضغط والسكر، وغير ذلك.

وأكيد أن أهل المرضى والمرضى يمكن الضحك عليهم لحاجتهم، وكما يقال «الغريق يتعلق بقشة»، فالمرضى قد يأخذون تلك الوصفات أملين الشفاء، ونسأل الله لهم الشفاء العاجل، ولكن يأخذون تلك الوصفات دون تفكير في العواقب، وما قد تسببه لهم من مشكلات صحية، ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة، وهي هدف أولئك الدجالين.

كيف يأمن الشخص على نفسه من مثل هذه الوصفات التي تم جمعها من أفواه الناس؟!، فهي نباتات من البراري قد تكون فيها نباتات سامة وقاتلة، وهل الأطباء الشعبيون يعرفون التركيبة الكيميائية لكل عشبة أم إنهم يجربون في الناس؟!.

تلك الخلطات السامة دون شك التصرف العشوائي في خلطها أمر خطير، قد يودي بحياة المرضى، وقد تتداخل مع أدوية المستشفيات، مما قد يسبب كوارث لا تحمد عقباها، وقد حصل ذلك كثيرا.

فهل هناك أمل في الجهات المعنية أن تتابع هذه الظاهرة، وعدم ترك المجال لكل من «هب ودب» أن يمارس الطب؟. يجب أن نحذر من تلك الوصفات الشعبية التي لا تخضع لتجارب علمية ومُجازة من وزارة الصحة، خاصة ما يروج له عبر قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة: «تويتر» و«فيس بوك» و«واتس آب» و«سناب»، وغير ذلك.

هناك من يجعل الناس مزرعة تجارب لتلك السموم، فـ«احذروا السموم القاتلة».