تعد حديقة الفراولة والبلاكبيري «التوت الأسود» بمحافظة البكيرية في منطقة القصيم، أبرز الوجهات السياحية بالمنطقة وأول حديقة من هذا النوع في المملكة تتيح للزوار قطف ثمار الفراولة و«التوت الأسود» بأنفسهم وتصدر قرابة 15 طنًا من الفراولة و30 طنًا من البلاكبيري للأسواق المحلية بالمملكة، كما أنها حصلت على المركز الأول بجائزة فيصل بن مشعل للمزرعة النموذجية على زراعة الفراولة والبلاكبيري، وباتت مقصدًا للزوار سياحيًا وتهدف إلى التثقيف بمراحل نمو الشتلات، وطرق ترشيد استخدام مياه الري والكهرباء، وسط أجواء ممتعة.

شتلات البكيرية

وقال مالك حديقة الفراولة والبلاك بيري المهندس حمد بن إبراهيم اللحيدان: إن تجربة المزرعة في زراعة التوت والفراولة تعد تجربة ملهمة إذ كان لها السبق في إلهام المزارعين في المملكة بشكل عام، وفي القصيم بشكل خاص في كيفية زراعة هذه الفاكهة حيث أقيم أول مهرجان للفراولة على أرض المزرعة وبرعاية كريمة من الأمير فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم بحضور أكثر من 150 ألف زائر لهذا المهرجان، وسبب هذا في اهتمام المجتمع في زراعة الفراولة في عدة مدن بالمملكة إذ نجحت الزراعة في البيوت المحمية نجاحًا باهرًا ، وكذلك الزراعة المائية لهذه الفاكهة مما جعلها محط أنظار للجميع وفي البداية قامت المزرعة بتشتيل أكثر من 80 ألف شتلة من شتلات الفراولة. وهي تصدر المنتج إلى السوق المحلية خلال موسم الفراولة، والذي يستمر قرابة 4 أشهر في الشتاء. وتصدر المزرعة قرابة 15 طنًا من الفراولة للسوق المحلية إضافة إلى مزارع أخرى في البكيرية وفي عنيزة وفي مناطق اخرى كحائل والجوف وغيرها وتتسابق اليوم مدن جنوب المملكة لزراعة هذه الفاكهة بعد نجاحها في البكيرية وبأخذ شتلات من البكيرية لتميزها وجودتها.

نجاح التجربة

وأضاف اللحيدان بأن الحديقة أيضًا تقوم بزراعة التوت الأسود أو ما يسمى البلاك بيري، والذي تم استثماره في المزرعة في أكثر من 50 محمية تنتج التوت الأسود بواقع 30 طنًا يصدر إلى السوق المحلي ويصل إلى الرياض وجدة وغيرها.

وأكد اللحيدان أن العوامل التي ساعدت على زراعة الفراولة بعد توفيق الله هي ثلاثة عوامل: الدعم الذي تقدمه الدولة ودعم أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل الذي كان له الدور الكبير في نجاح زراعة هذه الفاكهة في منطقة القصيم، ودعم وزارة البيئة المياه والزراعة في من خلال وكالة الزراعة وفرع الوزارة بالقصيم ومحافظة البكيرية، والمساعدة في إحضار الشتلات للفراولة مما سهل زراعتها، ووجود البيوت المحمية التي توفر بيئة مناسبة الفواكه تستطيع تحكم في درجات الحرارة في أوقات السنة كلها إذ أن شتلة الفراولة تحتاج إلى درجات حرارة من 10 الى 30 درجة مئوية وفي حال زيادة أو نقص هذه الدرجة تتأثر الشتلات بالضرر، هذه العوامل وغيرها أدت بشكل كبير إلى نجاح تجربة، وإلهام جميع المزارعين في المملكة للبدء في زراعة هذه الفاكهة، وعمل حدائق مشابهة لهذه الحديقة بدءًا من محافظة عنيزة في منطقة القصيم مرورًا مدينة الرياض بمنطقة الرياض وحائل وعسير والباحة وانتهاء بمنطقة تبوك.

أوائل المناطق

وأضح اللحيدان أن من المقومات التي تساعد على نجاح الزراعة بشكل عام هو خصوبة الأرض وجودة المياه التي تكون قليلة الأملاح والصالحة لجميع أنواع الأشجار والخضار والفواكه وغيرها، وحيث أن معظم الفواكه تتطلب ملوحة أقل في المياه وهي التي ساعدت المزارع على زراعة هذه الأنواع من الأشجار، أما الأشجار الأخرى كالنخيل مثلًا فهي ناجحة لعوامل المناخ والذي يلبي احتياج النخلة مما جعلها في فترة وجيزة تأخذ نسبة من الناتج المحلي للتمور في السنوات الأخيرة، ويوجد في مدينة بريدة أكبر سوق للتمور في المملكة إن لم يكن في العالم وهي مما تتميز به المنطقة بأنواع التمور الجيدة. وأضاف: من وجهة نظري فالقصيم منذ القدم منطقة زراعية وأهلها يعشقون هذه المهنة، وحين وفرت الدولة الأدوات التي تساعد المزارعين على استصلاح الأراضي كانت المنطقة من أوائل المناطق التي اتسعت فيها رقعة المزروعات بشكل كبير جدًا بكل أنواع الزراعة. ومما مكنها أن تكون رقمًا في سلة غذاء المملكة بالصورة التي نراها اليوم، كما أن المنطقة تتوسط مساحة المملكة فضلًا عن سهولة وصول المنتجات إلى المناطق الحضرية بشكل أسهل من غيرها من المناطق، وكذلك فالمزارع بالمنطقة يشرف بنفسه ويتابع ما زرع من البداية إلى النهاية حرصًا على سلامتها من الآفات وجعل الثمار تصل إلى المستهلك طازجة مما أكسبها ثقة وميزة إضافية عن المستورد.

زيادة وتنوع

ويقول اللحيدان إن رؤية المملكة 2030 أعطت المزارع دفعة كبيرة في التركيز على الزراعة النوعية والاهتمام بها و تطوير وابتكار وسائل للزراعة وكذلك حفظ المياه، فالرؤية أكدت الاهتمام بزيادة حجم المزروعات في البيوت المحمية لأنها تساعد المزارع في التحكم في الأجواء الداخلية مما يمكنه من زيادة وتنوع المزروعات، كما أن الرؤية ركزت على خفض الاستهلاك للمياه الجوفية وهو ما يحقق من استخدام الزراعة المائية في البيوت المحمية، ويسهم في تحقيق الرؤية بشكل كبير، وهذا بدوره يساعد في وفرة المنتجات المحلية وجعل الأمن الغذائي هدفًا في استطاعتنا تحقيقه بإذن الله. من خلال الاهتمام بسلسة القيمة للمزروعات من نوعية البذور مرورًا بالأسمدة وأنواع المبيدات المسموحة والانتهاء بالتسويق للمحاصيل بشكل عام.

ورش عمل

وفي الختام قال اللحيدان إن تجربة حديقة الفراولة والبلاك بيري هي التجربة التي تدعمها وزارة الزراعة بشكل كبير إذ تم إنشاء المدرسة الحقلية وذلك بالتنسيق مع وزارة البيئة ممثلة بوكالة الوزارة للزراعة وفرع الزراعة بالقصيم وكان موقعها في الحديقة بهدف نقل هذه التجربة إلى مناطق أخرى، والاستفادة من ورش عمل فيها للمزارع الذي يريد أن يشرع في زارعة الفراولة، ومع إنشاء جمعية تعاونية للفراولة والفواكه في القصيم بمحافظة البكيرية، وتوج ذلك من خلال توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة البيئة ممثلة بإدارة الإرشاد الزراعي فيها والجمعية؛ لتصبح زراعة هذه الفاكهة في متناول أيدي المزارع وإرشاده ودعمه من خلال الدولة في برنامج «ريف» الذي أضاف الفراولة كأحد الفواكه التي شملها الدعم بداية من العام الماضي.

الإنتاج

80 ألف شتلة فراولة

15 طنًا للسوق المحلية

50 محمية للتوت الأسود

30 طنًا يصدر إلى السوق المحلية