تشكل النخلة والتمرة هوية ثقافية واقتصادية لمنطقة القصيم بشكل خاص وللمملكة بشكل عام، فالظروف المناخية الحارة التي تميز السعودية جعلت النخيل ومنتجاته أحد الاستثمارات المهمة حتى أضحت التمور رافدًا اقتصاديًا مهمًا تعول عليه الدولة، إضافة إلى تشكيل النخلة للهوية السعودية التي ترمز للعطاء والكرم، وتعد رافدًا مهمًا ومعززًا للأمن الغذائي بوجود أكثر من 8 ملايين نخلة، وبحسب إحصائيات المركز الوطني للنخيل والتمور يبلغ عدد النخيل المثمر منها 6.1 مليون نخلة، ويبلغ حجم الإنتاج في منطقة القصيم 372 ألف طن، فيما يبلغ عدد مزارع النخيل 13.4 ألف مزرعة، وعدد مصانع التمور 28 مصنعًا.

وما يميز شجرة النخيل هو ثمرها، فمنذ القدم كانت مصدرًا رئيسًا للغذاء باعتبارها معمرة وتعايشها وانسجامها مع طبيعة الصحراء، فثمرها مصدر للبروتين والدهون والمواد المعدنية، إلى جانب الاستفادة من أجزاء النخلة في متطلبات الحياة اليومية وبعض الصناعات التقليدية.

مناسبة مهمة

ويعد موسم التمور في القصيم من أهم المناسبات الاقتصادية الذي يتزامن مع شهر يوليو من كل عام، ويتفاعل أبناء المنطقة مع الموسم كمناسبة مهمة للجميع تشرك البائع والمشتري والمسوق والناقل بالمنطقة وبمدن ومحافظات المملكة.

وتحتل منطقة القصيم المرتبة الأولى محليًا في إنتاج التمور، حيث القيمة الاقتصادية الكبيرة والاهتمام الكبير بالنخلة كموروث شعبي، إضافة إلى التشجيع والدعم الكبير من قبل الدولة لزراعة النخيل وتسخير كل الإمكانات لتنمية زراعتها وتطوير أساليب تسويقها.

ونجحت القصيم في السنوات الماضية في إيصال منتجاتها من التمور إلى العديد من منافذ البيع لدول العالم، بدعم ملموس من أمير المنطقة الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، لزراعة التمور وتقديم التسهيلات للشركات والمؤسسات في تطوير وتسويق التمور على جميع الأصعدة.

أجواء مناخية

ويحتل النخيل في المملكة مساحات واسعة باعتباره من النباتات الصحراوية التي تتحمل الأجواء المناخية الصعبة في شبه الجزيرة العربية كالحرارة في فصل الصيف والبرودة في فصل الشتاء.

وتحتاج النخلة إلى ري كامل تتوقف كميته على حالة الجو وطبيعة النبات وتتلاءم أشجار النخيل مع كل أنواع التربة إلا أنها تفضل الأراضي الصفراء الطينية الجيدة وتقاوم الملوحة الشديدة ويبدأ الإثمار للنخلة بعد 4 سنوات ومن 7 إلى 10 سنوات بالنسبة للنخيل المزروع بالنوات.

وتبدأ النخلة بفترات الإزهار والإثمار والحصاد، حيث يكون التلقيح من منتصف فبراير إلى منتصف أبريل، بعدها تميل إلى التقويس من منتصف مايو إلى نهاية يونيو، يعقبها جني الثمار منتصف يونيو إلى منتصف نوفمبر ثم التقليم الذي يبدأ من أول يناير إلى منتصف مارس.

زرع الفسائل

وهناك مرحلة زرع الفسائل وتقليعها حيث يتم عادة تقليع فسائل النخيل من عمر 3 إلى 10 سنوات، ومن الأفضل أن يتم غرس الفسائل في موعدين أساسيين هما الربيع والخريف، فيما ينصح بزراعتها في الموعد الثاني تجنبًا لحرارة الصيف، ويمكن زراعتها في أي وقت من أوقات السنة فيما عدا أشهر الشتاء البارد وأشهر الصيف مرتفعة الحرارة.

ويفضل وضع مسافة تبعد من 8 إلى 10 أمتار بين فسائل النخيل، ويوصى بغرس الفسائل فور قلعها أو وصولها إلى مكان الغرس وتقل نسبة نجاح الغرس للفسائل كلما تأخر موعد غرسها، ويتم معاملة الفسائل بالطرق الصحيحة عن طريق ريها يوميًا لمدة 40 يومًا من غرسها دون انقطاع حسب طبيعة التربة والظروف الجوية ونسبة الرطوبة، وينصح بالري في الظروف المعتدلة مع تجنب الري أثناء ارتفاع درجات الحرارة ظهرًا والقيام بعملية الري في الصباح الباكر أو عند المساء، ومن المستحسن أن يروى النخيل مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا، كما ينصح خبراء النخيل باستخدام السماد العضوي بدلًا من الأسمدة الكيماوية.

عمليات حيوية

ويحتاج النخل لمرحلة «العزق» وهي من العمليات الحيوية والضرورية للنخيل، حيث إنها تعمل على تهوية الجذور وتعريض التربة لأشعة الشمس، وتجري عملية تقليم وتشذيب النخيل مرة واحدة في السنة أو كلما دعت الحاجة إلى ذلك لإزالة العسيب الجاف فقط وتشذيب أو تهذيب قواعد العسيب، وتتم عملية تكريب النخيل بتشذيب قواعد العسيب الجاف التي قطعت من قبل، وكذلك يجري لساق النخيل وتؤدي هذه العملية إلى انتظام شكل النخلة وظهورها بمظهر جيد.

وتتم عملية تلقيح النخيل المثمر بنقل حبوب اللقاح من النخيل المذكر إلى المؤنث حيث تتم عملية الإخصاب وتكوين الثمار.

وتتم هذه العملية في الربيع عند اكتمال نمو الطلع وانشقاق غلافه بيومين أو ثلاثة أيام إلى خمسة أو ستة أيام.

مراحل لزراعة النخيل وجني الثمار

التلقيح

من منتصف فبراير إلى منتصف أبريل

التقويس

من منتصف مايو إلى نهاية يونيو

جني الثمار

من منتصف يونيو إلى منتصف نوفمبر

التقليم

من أول يناير إلى منتصف مارس

زرع الفسائل وتقليعها

مرحلة «العزق»

تكريب النخيل

بتشذيب قواعد العسيب الجاف

تلقيح النخيل المثمر

بنقل حبوب اللقاح