أثارت عملية اغتيال رئيس هايتي، جوفينيل مويس، الليلة الماضية، العديد من التساؤلات بشأن مستقبل البلد الذي يعد الأفقر في الأمريكتين، والذي يواجه بالفعل أزمة سياسية وأمنية مزدوجة. مع تصاعد التضخم وعنف العصابات وندرة الغذاء والوقود في بلد يكسب فيه 60٪ من الهايتيين أقل من دولارين ما يعادل 7ريال في اليوم، ومحاولاتها للتعافي من زلزال 2010 المدمر وإعصار ماثيو في 2016.

وتعاني هايتي، بالفعل، من انعدام الأمن، لا سيما عمليات الاختطاف من أجل الحصول على فدية، والتي ترتكبها عصابات تتمتع بحصانة حقيقية، وهي الأزمة التي واجه مويس، اتهامات عديدة بالتقاعس والفشل في السيطرة عليها.

إجراء الانتخابات


وفي هذا السياق، دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية حرة وشفافة بحلول نهاية عام 2021، مما أثار مخاوف من حدوث تحول نحو الفوضى الشديدة، حيث إن رئيس الوزراء الحالي، آرييل هنري، والذي يتولى مهمة إجراء الانتخابات، كانت ولايته بالأساس محل نزاع منذ صدور مرسوم توليه المنصب في يناير2020.

وأخبر رئيس الوزراء كلود جوزيف وكالة الأسوشيتد برس أنه يدعم إجراء تحقيق دولي في الاغتيال ويعتقد أنه يجب إجراء الانتخابات المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا العام.

7 مشتبهين

وقالت السلطات إن الشرطة قتلت سبعة مشتبه بهم، واعتقلت ستة آخرين وأطلقت سراح ثلاثة رهائن. وتعهد المسؤولون بالعثور على جميع المسؤولين عن المداهمة التي وقعت على منزل مويس في وقت مبكر من الأربعاء والتي قتل فيها الرئيس بالرصاص وأصيبت زوجته مارتين بجروح خطيرة. تم نقلها إلى ميامي لتلقي العلاج.

وقال ليون تشارلز، مدير الشرطة الوطنية في هاييتي، في إعلانه عن اعتقال المشتبه بهم، أن «ملاحقة المرتزقة مستمرة».

دافع مخفي

وقال شهود إن اثنين من المشتبه بهم اكتشفوا مختبئين في الأدغال في بورت أو برنس، عاصمة هايتي الخميس ولم يقدم المسؤولون أي تفاصيل عنهم، بما في ذلك جنسياتهم، ولم يتطرقوا إلى دافع القتل. وقالوا فقط إن الهجوم الذي أدانته أحزاب المعارضة الرئيسية في هايتي والمجتمع الدولي نفذته «مجموعة مدربة تدريبًا عاليًا ومدججة بالسلاح»، ويتحدث أعضاؤها الإسبانية أو الإنجليزية.

وتولى رئيس الوزراء كلود جوزيف قيادة هايتي بدعم من الشرطة والجيش، وأصدر مرسومًا بحالة حصار لمدة أسبوعين عقب مقتل موس، الأمر الذي أذهل أمة تصارع بعض أعلى معدلات الفقر والعنف وعدم الاستقرار السياسي في نصف الكرة الغربي.

تدخل أمريكي

وذكرت مارلين باستيان، المديرة التنفيذية لحركة شبكة العمل العائلية، وهي مجموعة تساعد الناس في مجتمع هايتي الصغير في ميامي: «إنه من المهم أن تقوم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بدور أكثر فاعلية في دعم محاولات الحوار الوطني في هايتي بهدف إجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية».

وأبدى عدد من المواطنين خوفهم، وذكر أحدهم لوكالة أسوشيتد برس قائلا: «كل فرد في المنزل ينام بعين مفتوحة وأخرى مغمضة». «إذا لم يكن رئيس الدولة محميًا، فليس لدي أي حماية على الإطلاق».

وقال روبرت فاتون، الخبير السياسي في هاييتي بجامعة فيرجينيا، إن العصابات كانت قوة يجب مواجهتها وليس من المؤكد أن قوات الأمن في هايتي يمكنها فرض حالة الحصار.