لم يتردد وزير الاعلام السعودي الأسبق إياد مدني في وصف «محمد القشعمي» بـ «أركيلوجيي مسيرة المملكة الإدارية والفكرية والمجتمعية». جاء الوصف ضمن سطور خاتمة كتاب «ن.ي، نثار يحى زكريا»، أحدث إصدارات القشعمي، والذي بدا فيه صاحب حفريات جسد نموذجًا، له رؤية، وتدفعه رسالة، بجلد ومثابرة وقدرة على التنقيب والبحث، في مجال التعريف بالرواد من الرجال والنساء، خصوصًا الذين بقوا خارج إطار الإعلام، رغم أنه لعبوا دورًا مهمًا في مرحلة تاريخية، على غرار السيدة نثار والدة إياد مدني، رحمها الله.

رمزية الأسماء

«نثار يحيى زكريا»، امرأة مثقفة، وربما نادرة في إطار زمنها، لم تنكفئ على ذاتها، كما فعل معظم جيلها النسائي، نظرًا للظروف الاجتماعية آذاك، بل أسهمت عبر مقالاتها وقصصها في مناصرة المرأة، في زمن كانت تضيق فيه الرؤية حول دور المرأة في الحياة والمجتمع.

هكذا يقول الدكتور عبد العزيز السبيل في تقديمه الكتاب «ن.ي. نثار يحيى زكريا»، عادا الكتاب أنه «يأتي ضمن المشروع الثقافي الأدبي الذي يقوم به محمد القشعمي للتنقيب عن الشخصيات الأدبية والثقافية وتقديمها للقارئ».

نثار يحيى خلال مشاركتها الصحفية لم تصرح باسمها، ولكنها اكتفت بالحرف الأول (ن)، من اسمها نثار، والحرف الأول (ي) من والدها يحيى.

ويلفت الدكتور السبيل إلى أن «رمزية الأسماء كانت عرفًا سائدًا لدى بعض النساء اللائي كن يشاركن في الصحافة والتأليف، وهن قلة في تلك المرحلة».

نضج فكري

يتوقف السبيل عند تنوع أسباب التخفي وراء الاسم المستعار من كاتبة إلى أخرى.

ذاكرًا أن «موضوع الأسماء المستعارة لا يزال في المملكة يحتاج إلى مزيد من الدراسة».

ثم ذكر أن بداية النشر الكتابي للسيدة نثار جاء في مرحلة النضج العمري لها. فميلادها عام 1925 وتواريخ النشر المثبتة في الكتاب 1963.

ولفت السبيل إلى أن «عمر النضج الذي بدأت السيدة نثار فيه النشر في الصحف انعكس على مستوى الأفكار والطرح الذي تضمنته قصصها ومقالاتها، التي اتسمت بثقافة عالية، ووعي كبير وعمق في التناول»، خالصًا إلى أن «القارئ سيلاحظ مستوى الوعي الاجتماعي والنضج الفكري الذي تتمتع به».

المرأة عبر العصور

طرح السبيل في تقديمه للكتاب رؤية نقدية سريعة حول قصتين للسيدة نثار، أوردهما الكتاب، موضحًا أنها تميزت بأسلوب قصصي هادئ لا يتصادم، بشكل مباشر مع المجتمع المحافظ الذي تعيش فيه، حيث تتعرض القصتان لمعالجة قضية المرأة، كما لفت السبيل إلى أن قصة السيدة نثار تنبئ عن وعي قصصي أسلوبًا وتقنية، ما أدى لنضج فني، خلافًا لمعظم قصص تلك المرحلة، عادا كتابات السيدة نثار بأنها تمثل مرحلة ريادة في كتابة القصة القصيرة النسائية في السعودية.

أما فيما يتصل بالحوار الذي دار بينها وبين أحمد عبد الغفور عطار، فيقول السبيل «أنه عكس قوة شخصيتها، وثقتها بنفسها، واعتزازها ببنات جنسها، ونظرتها الأكثر تقدما من الواقع الاجتماعي الذي كانت تعيشه.

ويضيف أن «الأهم من كل ذلك ثقافتها العالية، ومعرفتها بالتاريخ، خصوصًا تاريخ المرأة عبر العصور قي الثقافات المختلفة».

الأركيولوجيا: (Archaeology):

علم الإنسان

فرع من فروع علم الآثار

يركز على المجتمعات والثقافات البشرية الماضية وليس الحاضرة.

تدرس (تحديداً) المصنوعات الحرفية كـ«الأدوات، الأبنية، الأوعية...» أو ما بقي منها دراسات حقبات زمنية أحدث، من خلال البقايا المادية والوثائق المكتوبة، تدعى الأركيولوجيا التاريخية.

نثار يحيى بك زكريا

*ولدت عام 1925 في المدينة المنورة

* ابنة مدير عام البرق والبريد والهاتف في المدينة المنورة بدايات العهد السعودي.

*تعلمت في كتاب الخوجة فخرية هانم بالقرب من المسجد النبوي

* تزوجت من رئيس بلدية المنورة وأول رئيس تحرير لجريدة المدينة أمين عبد الله مدني

* شجعها زوجها على الكتابة في الصحف والنشر تحت اسم ( ن.ي).

* حررت لفترة بابا في جريدة المدينة لتقديم النصح للقارئات.

* توفيت عام 2017 ودفنت في المدينة المنورة.