قادت مصر العديد من النقاشات والبحث عن حلول لإنقاذ لبنان من الأزمات وشددت على أهمية تشكيل حكومة على يد المكلف الرئيسي سعد الحريري، ولكن الآن تتجه الأنظار إلى ماذا سيكون ردة فعل الحريري بعد تقديمه تشكيلة حكومية جديدة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، التي سيرفضها بطبيعة الأحوال، حيث يتوقع الجميع أن يعتذر عن تأليف الحكومة وسيكاشف اللبنانيين بكل ما واجه خلال الأشهر الفائتة من عرقلة حالت دون نجاح مهمته في تأليف حكومة «المهمة».

وأوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الأمريكية د. سامي بارودي، في تصريح خاص، أن المتصارعين المحليين في لبنان يرفضون تقديم التنازلات، وهو ما جعل مصر تكتفي في الوقت الراهن بالتنسيق مع الدول العربية والإقليمية المهتمة بالشأن اللبناني وتقديم المساعدات الطبية والإنسانية.

حزب الله

ظهرت وجهة نظر القاهرة كما يشير الكثير من المراقبون وهي عدم تقديم آخر أوراق الاعتماد الحكومي إلى ميليشيا حزب الله وفريقه كي لا يغرق لبنان في الانهيار أكثر، فبقاء الحريري في السلطة قد يؤخر قليلا من الارتطام الاقتصادي الاجتماعي السياسي المنتظر، بالإضافة إلى أنه لا يسلم كل مقاليد الحكم إلى حلفاء حزب الله، أي فريق رئيس الجمهورية. وتحاول القاهرة ضبط إيقاع الانهيار السياسي.

الدور المصري

ذكر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الأمريكية الدكتور سامي بارودي، في تصريح خاص قائلا: «تاريخيا لمصر دور فعال في المنطقة الذي تراجع في السنوات الأخيرة بسبب ما عانته من مشاكل داخلية، لكنها الآن تعود إلى الساحة العربية بما يتوافق مع مكانتها، وتجلى ذلك في الملفين الفلسطيني واللبناني. حيث تهتم مصر بمساعدة لبنان. وهذا أمر تاريخي منذ الحرب الأهلية. لقد فعّلت اتصالاتها الآن مع معظم الأطراف السياسية»

وبين أن الرئيس السيسي استقبل الرئيس المكلف الحريري بحفاوة أكثر من مرة خلال فترة قصيرة في رسالة دعم للبنان، ولكن النقطة المهمة أن مصر مقبولة من مختلف الأطياف في لبنان وليس عليها حق فيتو (النقض) من أحد، حتى من حزب الله، وما دخول مصر على خط الأزمة اللبنانية إلا لاستكمال المبادرة الفرنسية وإعادة أحيائها لعدم قدرة الأطراف اللبنانيين على معالجة أزمتهم.