مع الامتداد المتواصل لأزمة «كورونا» ظهرت مصطلحات جديدة، كانت بعيدة عن أذهان الناس، وهي «المتحورات» التي تنتج عن طفرة طارئة وتغير بشكل الفيروس إلى شكل آخر، للتعايش والبقاء فترة أطول.

طبعا «التحور» هو طبيعة بشرية قبل أن يكون من خصائص الفيروس، فنرى بعض الناس «يتحورون»، لأسباب مختلفة، يطغى عليها الجانب «الحيواني»، وتتحكم فيها غزيرة «البقاء» والقوة والسلطة وحب النفس. فذلك اللطيف البسيط «الأرستقراطي» خريج بلاد «الفرنجة»، والحاصل على ماجستير بـ«الدف»، قد يتحور بعد جلوسه على «كرسي الحلاق» المؤقت، ويتنمر ويتسلط، ويعيث بالأرض فسادا، وذلك المتحور «الآخر» الذي يلعب دور هادم اللذات ومفرق الجماعات «نهارا»، و«الكول» وراعي الفلة والوناسة «مساءً»، وتناسى أن عين الله لا تنام. ومن أسوأ وأخطر المتحورات ذلك «المثالي» الذي يكتب عن التطوير والتمكين، وعند وصوله لـ«مبتغاه» يتنازل عن مبادئه، وما كان يطالب به ذات يوم، حيث إن بعض المتحورين يقضي حياته في مسح الجوخ «الفاخر»، أملا ورغبة، ويصبحون مثل ذلك الأرنب الذي يقفز ويجري، باحثا عن «جزرة» جديدة، وبعد الحصول على «الجزرة» يصبح مثل ذلك الفيل الذي لا يتحرك.

طبعا الحل الوحيد مع «المتحور» من الفيروسات هو أخذ اللقاح، ولكن للوقاية من المتحور «البشري»، فليس لك إلا الإيمان بالمقولة العامية «كبر الجي وروق الدي»، أي كبر جمجمتك وروق دماغك، وترنم مبتسما بقول العظيم جبران: أعطني الناي وغنّ وانسَ داءً ودواء.. إنما الناس سطورٌ كُتِبت لكن بماء.