كشف مصدر عسكري يمني في «البيضاء» عن أن تحرك المقاومة والجيش الوطني في المحافظة بشكل مفاجئ شكل ضربة قاصمة للحوثيين، وجعلهم أمام محك صعب وأحرجهم، في الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه هدنة، ويطالبون بالتهدئة المخادعة، من أجل استعادة قواتهم، واستقبال عدد من المجندين الجدد، وأيضا إقناع الكثير من مقاتليهم بالبقاء معهم، من الذين يطالبون بتسلم رواتبهم. كل ذلك يأتي بعد سقوط أعداد كبيرة منهم، بين قتيل وجريح، في هجومهم على «مأرب» قبل بضعة أشهر.

موجة غضب

في حديث خاص، ذكر مصدر مقرب من الحوثيين أن تحركات الجيش الوطني والمقاومة كشفت حقيقة ضعف الحوثيين وقلتهم وانكسارهم، ووجود مشكلات كبيرة بين صفوف مقاتليهم من الذين يطالبون بصرف رواتبهم، التي مضى عليها دون تسلمها سنوات، وشعورهم بكذبة الحوثيين، وتوريطهم في حروب لا نهاية لها، ومنعهم من زيارة أهاليهم أو حتى الاتصال بهم، موضحا أن ارتفاع موجة الغضب بين المقاتلين جعل الحوثيين في حاجة عاجلة للتهدئة بكل الجبهات، لالتقاط أنفاسهم.

القوة الوهمية

بيّن المصدر: «ما لم يكن الحوثيون يتوقعونه أن تتحرك المقاومة والجيش في هذه الفترة، تحديدا في محافظة «البيضاء»، خاصة أن الحوثيين كانوا يرسلون طائراتهم المسيرة بين الحين والآخر، ويرسلون صواريخهم الباليستية، ويحركون بعض الجبهات بين الحين والآخر كنوع من أنواع إظهار قوتهم وتمركزهم وسيطرتهم، بينما كانوا في الوقت نفسه يطالبون الأمم المتحدة بهدنة عاجلة، كما عودتهم على ذلك كثيرا في السابق، وكانوا في الاتجاه نفسه يجبرون المواطنين على التجنيد، لدعم الجبهات بالمقاتلين، وهم يسعون من خلال ذلك إلى استعادة أنفاسهم، وإعادة ترتيب صفوفهم وتقوية موقفهم». وأضاف المصدر أن سقوط الآلاف من القتلى في جبهات «مأرب»، في أقل من شهرين، أفقد الحوثيين توازنهم، وبعثر أوراقهم، وأضعف موقفهم.

مخرج للنفاذ

أكد المصدر أن الحوثيين حاليا يبحثون عن مخرج يضمن لهم العودة مجددا. كما أن دعم «البيضاء» بمقاتلين من جبهة «صعدة» يأتي في ظل صعوبة موقفهم، لذا أرسل الحوثيون خبراء، لمتابعة سير المعارك في «البيضاء»، خاصة أن بعضهم اعتبر تحرير «البيضاء» الخطوة التي تسبق تحرير بقية المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون.

وكشف عن أنهم أيضا أرسلوا جواسيسا بملابس مدنية لـ«البيضاء» من أجل استخدامهم ورقة لإثارة الفوضى، وإشغال المواطنين والأمن والمقاومة بهم، وستظهر هذه المناورات داخل «البيضاء» خلال الساعات القادمة، لذا يجب التعامل معهم بحزم وقوة، وإيقاف عبثهم.

سبب ضعف الحوثي

انتظارهم الهدنة والتهدئة المخادعة من أجل استعادة قواتهم

انتظارهم استقبال عدد من المجندين الجدد

محاولاتهم الفاشلة بإقناع الكثير من مقاتليهم بالبقاء معهم

ازدياد المطالبين من مقاتليهم بتسلم رواتبهم

سقوط أعداد كبيرة منهم، بين قتيل وجريح، في هجومهم على «مأرب»