حضر الأمريكي آلفن كراينزلاين إلى باريس وسمعته تسبقه. فقبل فترة قصيرة حقق هذا العدّاء إنجازات أهلته ليكون مثالاً لبطل المستقبل، وقادراً على أن يبرز في سباقات السرعة كما في الحواجز وفي الوثبين العالي والطويل. وقبل عامين من ألعاب باريس 1900، حصد لقب الولايات المتحدة في سباق الـ120 ياردة مسجلاً زمناً مقداره 15.1 ثانية وهو رقم عالمي. وفي 1899 فاز في منافسات الحواجز العالية والمنخفضة والوثب الطويل في نيوتن (ماساشوستس)، كما حل ثانياً في الـ100 ياردة (10 ثوان) والوثب العالمي، فضلاً عن تعزيزه 4 مرات الرقم العالمي في الوثب الطويل (7.29 م و7.40 م و7.42 م و7.43 م).

8 سباقات

في باريس، خاض كراينزلاين 8 سباقات خلال 3 أيام، قبل أن يختتم مشاركته في مسابقة الوثب الطويل، واستحق أن يتوج ملكاً لتلك الألعاب، نظراً لتميزه على مختلف الأرضيات. سجل كراينزلاين 7 ثوان في الـ60 م، و15.2 ث ثم 15.4 ث في الـ110 أمتار حواجز، و25.4 ث في الـ200 حواجز، و7.18 م في الوثب الطويل. وكان يحمل أيضاً الرقم العالمي في الـ220 ياردة حواجز (201,7 م) ومقداره 23.3 ثانية منذ عام 1898. وقتذاك كان الانطلاق معتمداً من وضع القرفصاء لكن من دون مكعبات تثبت عليها القدمان.

خدعة

تحمل الذاكرة الأولمبية منافسة كراينزلاين مع مواطنه ماير برنشتاين حامل الرقم العالمي في الوثب الطويل (7.50 م). فقد طلب برنشتاين ألا تقام نهائيات المسابقة يوم الأحد إفساحاً في المجال لقيام بعضهم بواجباته الدينية، علماً بأن اللجنة المنظمة رفضت هذا الطرح وقرّرت المضي في تنفيذ البرنامج المقرر من دون تعديل. وكان برنشتاين أنهى جولة التأهيل مسجلا 7.17 م، وأبلغه كراينزلاين أنه لن يشارك يوم الأحد في حال غياب «الأقوياء»، لكنه عدل عن رأيه في موعد النهائي ونافس وتقدّم على رقم برنشتاين بفارق سنتيمتر واحد، ما منحه المركز الأول والتتويج بلقب أولمبي إضافي.