تكملة لمقالتي السابقة، بعد التواصل مع تلك الشركة، عبر موقعها للتسويق الإلكتروني وشرح المعاناة التي استهلكت من وقتي الكثير، أصبحت كما ذكرت أشرح في كل مرة قصتي لموظف جديد من خدمة العملاء.

حتى حساب تلك الشركة الكبيرة لم أتوان في التواصل معهم، وطلب المساعدة وحل المشكلة، بسبب جهاز لاقط غير أصلي وصلني، بل أثر في جهازي الحاسوبي أيضاً. وللعلم حتى مالك تلك الشركة عبر الموقع «تويتر» غردت من حسابي لحسابه بكلام مفاده، أيها الرجل، المنتجات التي تبيعها شركتك عبر الموقع غير أصلية للإحاطة.

حاول موظفو خدمة العملاء التضليل، أو تضليلي بأن ذلك المنتج لا يوجد عبر موقعنا، وربما عبر موقع آخر، ولك أن تتأكد من ذلك الموقع الذي أرشدوني إليه، ولكني أصررت على أن ذلك الموقع، لا يوجد لي حساب فيه على الإطلاق، فكيف اشتريته من ذلك الموقع.

ولدحر محاولة التضليل، أنه من الممكن يكون من موقع آخر اشتريته، أرسلت لهم صورة من كشف حسابي، الذي تم سحب المبلغ منه، وفيه بيانات السحب للمبلغ باسم تلك الشركة.

من الأمور التي زادت موقفي تأثيرا في خدمة العملاء، كلامي أنني كتبت مقالةبتاريخ يوم الجمعة الثامن من فبراير 2012، بعنوان «التسوق الإلكتروني وإشكالات الغش والضمان» عبر صفحات جريدة الوطن العزيزة، مما وتّر وأجبر خدمة العملاء وجعلهم يتجاوبون بسلاسة.

مالكم بالطويلة مرة أخرى، لأقول بدأ مسلسل الاستعطاف، ومحاولة حل المشكلة بأي وسيلة، حتى أني تركت رساله لهم مفادها، هذا رقمي عليكم البحث عني، ولست أنا من يبحث عنكم وختمت رسالتي بكلمة تحياتي القلبية.

بدأت تتهافت الاتصالات من خارج المملكة علي، وبدأ مسلسل الشرح من جديد لأوضح لهم أنني تتضررت كثيرا من جهاز لاقط غير أصلي، وهذا لب موضوعي.

خلال تلك المكالمات كلمة «بنعتذر» منك وإحنا آسفين بين الفينة والأخرى، حتى أنني انزعجت من كثرة ترديدها. مصحوبة بكلمة أبشر ولا يهمك، أيضا كانت من ضمن الكلمات التي سمعتها كثيرا من موظفي خدمة العملاء. طلبوا مني بعض الإجراءات التي يجب علي القيام بها من أجل استرداد المبلغ لحسابي.

مع تعويض بمبلغ خمسة وسبعين ريالا، كتخفيض على موقعهم ممكن استخدمها متى ما أردت عند الشراء لأي سلعة. بينما أنا لا ولن أفكر في التعامل مع ذلك الموقع البتة، ولو عرضوا علي سلعتهم دون مقابل. أجهزتي التي تعطلت وأصابها بعض الخلل بسبب ذلك الجهاز غير الأصلي، أهم على من أي عرض آخر.

ما تفاجأت به في الواقع، هو ما وصلني من رسائل عبر حسابي الخاص في «تويتر» وكذلك آراء بعض الزملاء والأقارب وطلاب الفصل الصيفي، الذين يدرسون معي الآن، أنه لا يوجد أحد منا كسعوديين لم يتضرر من ذلك الموقع، وراحت فلوسك عليك يا صابر.

بالعودة إلى التواصل مع خدمة العملاء عرض «بضم العين» على أن اللاقط الذي وصلني، لا يحتاج استرداده حيث من الممكن الاحتفاظ به لي، وهم لا يعلمون أن مصيره سلة القمامة «الله لا يرده ولا ساعته» التي قررت أشتري فيها ذلك المنتج البغيض.

في النهاية استرددت أموالي منهم، وهو مبلغ زهيد مقارنة بمبالغ غيرها، علمت من بعض الزملاء أنهم خسروها ولا يعرفون كيفية استردادها من مواقع مختلفة، ليس الموضوع محصورا بذلك الموقع.

الكثير حياني على تلك المحاولات، وطولة البال في التعامل مع خدمة العملاء، لأذكر لهم أن المقصود ليس المبلغ المالي، فهو «طفسة» كما نطلق على المبالغ الصغيرة، ولكن رحلة التعامل معاهم كانت ممتعة حقيقة، لأنني من المستمتعين في تأديب من يستغفلني، وطويل نفس ولله الحمد، وهي هبة من الله عز وجل، أتمنى أن نرزق كلنا تلك الصفة، لكي نأخذ حقوقنا من الآخرين، والأهم هو ردعهم وإيقافهم عند حدهم، فالمواطن السعودي ليس سلعة رخيصة يؤكل حقه، وهو ساكت لا وألف لا.