كشف مصدر يمني في البيضاء عودة عدد من الأطفال المجندين من أبناء محافظة البيضاء للقتال في صفوف المقاومة دفاعا عن أهاليهم ومحافظتهم، وقال: «إنه منذ بداية تحرك المقاومة والجيش لتحرير الزاهر، استطاع عدد من أطفال محافظة البيضاء، والذين جندهم الحوثيون بالإكراه في فترات سابقة الهروب ليلا للقتال في البيضاء والدفاع عنها».

أضاف أن هؤلاء الأطفال عادوا رغم كل المصاعب والظروف والعقبات من أجل المشاركة في تحرير البيضاء والمساهمة في الدفاع عنها، ورغم صعوبة التواصل فيما بينهم، ووجودهم في جبهات بعيدة عن البيضاء.

خطة الهروب

ذكر أحد الأطفال الهاربين من قبضة الحوثي، ماهر إبراهيم الحويس في حديث خاص قائلا: إن هناك صديقا له من أبناء البيضاء يدعى موسى بدأ التلميح حول الهروب إلى البيضاء، وعندما شعر بموافقته لرأيه استعانا بصديق ثالث لهما يسمى حزام أحمد البيضاني، وإنهم استغلوا علاقة كانت تربط موسى بأحد السائقين لنقل الأسلحة لأن هناك بعض العربات التي تنقل السلاح تتحرك دائما في الليل، وطلب منه عند المغادرة أن يحملهم معه، وبالفعل تم خروجهم إلى ضواحي المدينة، قائلا: «أسلحتنا معنا، وقمنا فقط بتغيير ملابسنا والركوب مع المسافرين حتى وصلنا البيضاء».

قصة الاختطاف

ذكر ماهر في حديث خاص قصة اختطافه قائلا: «اختطفني الحوثيون قبل قرابة ثلاث سنوات من أحد الأعراس في مديرية الصومعة، وكان معي قرابة خمسة أطفال آخرين، وتم نقلنا في سيارة لا نعلم إلى أين تسير بنا، فقط استشعرنا دخولنا إلى فناء منزل، وأدخلنا إلى غرف أشبه بالفصول الدراسية، وبعد ذلك وجدنا من يهددنا ويضربنا ضربا شديدا دون أي سبب، وفي اليوم التالي وجدنا شخصا ألطف من الذي كان معنا يحاول تهدئتنا ويتحدث عن ضرورة قتال الدواعش الذين يدخلون بلادنا، ولا نعلم من هم الدواعش، واستمر الوضع هكذا لمدة أسبوع، وتم نقلنا لموقع آخر ليس بعيدا عن الموقع السابق، وتم تدريبنا على حمل السلاح والرماية على أهداف قريبة». وأضاف أنه تم نقلهم أيضا إلى محافظة صعدة، وقد مكثوا هناك قرابة العام. وقد حجب عنهم جميع وسائل الاتصال، ولم يسمح لهم بالعودة لأسرهم وواجهوا تهديدات بالقتل. وتابع حديثه قائلا: «بعد ذلك نقلنا إلى جبهة الحديدة، وقبل قرابة أربعة أشهر تم إرسالنا إلى محافظة مأرب، كنت أعرف شخصين غير أولئك الذين خطفوا معي، تعرفت عليهما في الحديدة ونقلنا معا إلى مأرب، رغم أن الحوثيين حريصون على التفريق بين أبناء المحافظة الواحدة، فإنا كنا على مقربة من بعضنا البعض، وقبل قرابة الشهر أخبرنا صديقي موسى، وهو من أبناء البيضاء، والذي كان يعمل قائد مجموعة ليلية، أن أهالي البيضاء انتفضوا وحققوا انتصارات كبيرة، وسيطروا على الزاهر وبعض المديريات».

مواجهة الحوثي

يضيف ماهر، أنه توجه مباشرة إلى أسرة آل الحميقاني من أجل الانضمام للجبهات قبل أن يذهب لزيارة أسرته، قائلا «هناك طعم خاص لمواجهة الحوثيين والانتقام منهم وتحرير البيضاء واليمن منهم، وكل من هم في الجبهات يريدون قتال الحوثيين والخروج عليهم والانتقام منهم».

سلوك الحوثي عند اختطاف الأطفال:

- نقل الأطفال إلى أماكن سرية ومجهولة

- تخويفهم وتهديدهم المستمر بالقتل

- خداعهم بأن عليهم مواجهة الدواعش ومحاربتهم

- تعليمهم حمل السلاح والرماية

- حرمانهم من العودة لأسرهم

- حرمانهم من جميع وسائل التواصل