تهيئ حالة العنف الدائرة في العراق حاليا لما هو أكبر، خصوصا أن هذه الحوادث الأمنية تأتي قبيل الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، وفيما يعيش العراق تحت وطأة ضغوط داخلية ووضع أمني هش، على أمل الحصول على إعلان رسمي لجدول زمني لانسحاب الأمريكيين من البلاد، المطلب الأساسي للعراقيين الموالين لإيران، إلا أن تصريحات نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» ربما لا تعجب موالي إيران، حيث أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن قواتها لن تنسحب من العراق، بل إنها ستعيد بحث أدوارها وبشكل جاد هذه المرة.

50 هجوما ضد المصالح الأمريكية

استهدفت طائرة بدون طيار قاعدة تضم قواتا للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش في كردستان العراق، على ما أفاد المتحدّث باسم التحالف واين ماروتو.

وقال ماروتو إنه «لم يجر تسجيل أي أضرار أو ضحايا نتيجة الهجوم»، بدون مزيد من التفاصيل. وأفادت وسائل إعلام محلية أن الهجوم استهدف قاعدة الحرير الواقعة على بعد نحو 70 كلم شمال شرق أربيل، عاصمة الإقليم.

ومنذ مطلع العام، استهدف نحو 50 هجوما مصالح أمريكية في العراق، لا سيما السفارة الأمريكية في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضمّ أمريكيين، ومطاري بغداد وأربيل، في هجمات غالباً ما تنسب إلى فصائل عراقية موالية لإيران، وتثير هذه الهجمات قلق المسؤولين العسكريين في التحالف الدولي لمكافحة داعش بقيادة الولايات المتحدة، عدو إيران، وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق من بين 3500 عنصر من قوات التحالف.

ويرى مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون غربيون في العراق أن تلك الهجمات لا تشكّل خطراً على القوات المنتشرة فقط، بل تهدّد أيضاً قدرتها على مكافحة تنظيم داعش الإرهابي الذي ما زال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق صحراوية وجبلية في البلاد، رغم أنه تمت هزيمة التنظيم رسميا في عام 2017.

لا انسحاب في الأفق

يبدو أن أمريكا لن تهدر فرصة التواجد في العراق نهائيا، ولن تستجيب لأي من مطالب الفصائل الموالية لإيران ويصدر بعضها من الحشد الشعبي، بـ«انسحاب القوات المحتلة»، وهي أصوات لطالما هددت بمواصلة الهجمات ضد الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.

واعتبرت أن الانسحاب يجب أن «يكون انسحابا كاملا من كل الأراضي العراقية»، و«يجب أن يشمل كلا من قاعدة عين الأسد الجوية وقاعدة الحرير الجوية، وأن يشمل كذلك قاعدة فكتوريا في مطار بغداد وقاعدة التوحيد الثالثة في المنطقة الخضراء».

تفجير انتحاري

أكدت قيادة عمليات بغداد، أمس، أن الجيش سيتولى الملف الأمني في مدينة الصدر، وذلك بعد التفجير الانتحاري شرقي العاصمة العراقية، مطلع الأسبوع، مما أوقع 30 قتيلا وتبناه تنظيم داعش، وقال قائد عمليات بغداد الفريق الركن أحمد سليم لوكالة الأنباء العراقية: «العمل جار على تبديل القطعات في مدينة الصدر».

وأضاف أنه «تم تحريك اللواء الرابع من الشرطة الاتحادية من محله الحالي في مدينة الصدر ليتولى قاطع المدائن، وتحريك لواء المشاة 42 في الفرقة 11 من قاطع المدائن ليلتحق بفرقته في مدينة الصدر ليتولى الملف الأمني بالكامل داخل المدينة».

وفيما يتعلق بالهجوم الانتحاري قال: «قيادة العمليات تتعامل مع المعلومات الاستخبارية أو المعلومات التي تصل من بعض المصادر وتدققها وتتابعها».

وكان مصدر بالشرطة قال إن ما يربو على 60 شخصا أصيبوا في هجوم انتحاري في سوق مزدحمة بمدينة الصدر، الحي الرئيسي للشيعة، الاثنين الماضي، عشية عيد الأضحى.

وتعليقا على الهجوم، قال الرئيس العراقي برهم صالح على تويتر: «في جريمة بشعة وقسوة قل مثيلها، يستهدفون أهلنا المدنيين في مدينة الصدر عشية العيد، لا يرتضون للشعب أن يهنأ ولو لحظة بالأمن والفرح، لن يهدأ لنا بال إلا باقتلاع الإرهاب الحاقد الجبان من جذوره».

أهمية الوجود الأمريكي في العراق

- الأوضاع الداخلية للعراق محفزة لنشوء حرب أهلية

- تحكم قوى خارجية ببعض الأحزاب السياسية مثل إيران

- أطماع خارجية خصوصا في شمال العراق

- استمرار إرهاب داعش في عدد من المحافظات