بالرغم من تطور صناعة المحتوى الفني المحلي إلا أن التحديات مازالت كثيرة في وجه صناعة انتقاء الفكرة والإيمان بها، واتخاذ قرار الإنتاج بشأنها ليس بالأمر السهل، صناعة المحتوى الفني ليست مجرد كاميرا يقف أمامها ممثل يحظى بصرخات المخرج وتوجيهاته، بل صناعة محترفة تشمل نصا «ديناميكيا» خلاّقا يكتب بالشهور، ومنتجا ينفق أمواله إيماناً بالأوراق التي بين يديه ومخرجا متمكنا وممثلين محترفين وطاقما مبدعا.

تحديات صناع المحتوى لن تنتهي حتى لو قدم لها دعم لا محدود، فهذا قدر من يعمل في المهنة لإنجاز عمل إبداعي.

بعد صناعة المحتوى والانتهاء منه تبدأ مرحلة الترويج بإصدار السيد «البرومو»، والذي يعمل بمثابة المتحدث الرسمي للعمل، إلا أن الإعلانات الترويجية لدينا لا تؤدي دورها كما يجب، ربما لركاكة المحتوى أصلاً، لذلك يبدأ ترويج «الفزعات» من قبل أصدقاء صناع المحتوى، وقدرك أن تسمع «لا يفوتكم شغل خويي الرهيب»، والعديد من العبارات على شاكلتها، وتبدأ مرحلة تطبيل الوسط الفني الشبابي المحلي لنفسه كل مرة، وتحميل العمل الفني من المدح ما لا يحتمل.

وعندما تقرر أن تشاهد العمل تتفاجأ بمدى رداءته؛ لتعلم حينها فقط أن السيد «البرومو» لم يكذب عليك عندما لم يشدك لمشاهدة العمل.

إن هذا النوع من الترويج ليس إلا تطبيلا وفزعة وجبرا لخواطر «الأخويا» لبعضهم، وقتل الثقة مع المشاهد، ما ذنبي في أن تروج لي محتوى دون المستوى، وترغب مني أن أكذب على نفسي وأقول: «واو.. تحفة».

هذا النوع من الترويج لا يتماشى حقيقة إلا مع اشباه المثقفين والمثقفات الذين يعتقدون أن الثقافة والفن ينسلان لهم مع كوب قهوتهم. عزيزي الفاضل، المشاهدون اليوم هم أذكى من أن تخدعهم بزخرفة أدبية، أو تسويق رخيص لتشد به أواصر أخوتك مع ربعك الفنانين.