أعلنت «Facebook» أنها شكّلت فريقاً يتولى العمل على إنشاء ما يسمى الـ«ميتافيرس» أو «الكون الماورائي»، حيث يمتزج فيه العالمان الحقيقي والافتراضي إلى حد الاندماج، وهي رؤية نابعة من الخيال العلمي قائمة في مجال ألعاب الفيديو.

واعتبر مؤسس «Facebook» مارك زاكربرغ أن الـ«ميتافيرس» يمثّل مستقبل هذه الشبكة الاجتماعية.

وقال في مقابلة مع موقع «The Verge» الأسبوع الفائت «آمل في أن ينظر الناس إلينا في غضون 5 سنوات (...) كشركة ميتافيرس قبل كل شيء».

ربط المساحات الرقمية

كتب زاكربرج على حسابه الشخصي عبر «Facebook»، الإثنين، «لتحقيق رؤيتنا للميتافيرس، نحتاج إلى بناء النسيج الرابط بين (مختلف) المساحات الرقمية بغية تجاوز القيود المادية وإتاحة التنقل بينها بسهولة التنقل بين الغرف في المنزل».

وأضاف أن «الميزة الرئيسية للميتافيرس ستتمثل في الوجود - الشعور بالوجود فعلاً مع الناس - وتعمل Facebook Reality Labs منذ سنوات على ابتكار منتجات توفر حضوراً في مساحات رقمية مختلفة».

والـ«ميتافيرس» مفهوم طوره نيل ستيفنسون في رواية الخيال العلمي «الساموراي الافتراضي» عام 1992، وهو عبارة عن فضاء إلكتروني موازٍ للواقع المادي، يستطيع المستخدمون التلاقي فيه بهدف التفاعل أو المناقشة أو حتى الترفيه، ويتخذون لذلك شكل صور رمزية تمثلهم، أو ما يعرف بالـ«أفاتار».

حفلات افتراضية

أقامت بعض ألعاب الفيديو «أكواناً ماورائية» محدودة الحجم للاعبيها، ومنها منصة «روبلوكس» التي تضم عدداً كبيراً من الألعاب التي يبتكرها الصغار والمراهقون، ولعبة «فورتنايت» التي يبلغ عدد مستخدميها 350 مليوناً.

فعلى سبيل المثال، أقيمت في نهاية أبريل الفائت سلسلة من خمس حفلات موسيقية افتراضية ظهر خلالها مغني الراب الأمريكي ترافيس سكوت عبر «فورتنايت» على شكل صورة رمزية، وتابعها أكثر من 12 مليون مستخدم.

وشرح زاكربرج أن الشاشات والصور المجسمة وخوذ الواقع الافتراضي ونظارات الواقع المعزز يُفترض أن تتيح تدريجاً «تحركات» من الأكوان الافتراضية إلى الأماكن الفعلية، أشبه بـ«النقل مِن بُعد».

واعتبر زاكربرج في حديثه إلى «The Verge» أن الـ«ميتافيرس» بمثابة «خليفة» استخدام الإنترنت بواسطة الأجهزة الجوّالة.