أراقب هذا الرجل عن كثب منذ2019م، ونشر لي مقال بعنوان عريض «التونسيون إلى أين؟»، وبعنوان فرعي آخر بخط ذهبي «نتائج الديمقراطية في تونس».. إلى أين؟ .

سعيد رئيس دولة معجون بمياه الشيطان، وأتمنى لو التقي به ذات يوم، فهذا الداهية هو الذي صعد من مقاهي تونس أي من وسط الطبقة الشعبية، واجتاز بوابة الإسلاميين من بوابة تجريم التطبيع مع إسرائيل، واليوم يقود معركة دستورية قانونية مائة بالمائة بتفعيله للفصل الثامن من الدستور التونسي، والتي تتحدث عن أن لرئيس الجمهورية في حالة خطر داهم مهدد لكيان الوطن وأمن البلاد واستقلالها، يتعذر معه السير العادي لدواليب الدولة، أن يتخذ التدابير التي تحتمها تلك الحالة الاستثنائية، وذلك بعد استشارة رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب، وإعلام رئيس المحكمة الدستورية، ويعلن عن التدابير في بيان إلى الشعب.

فالخطر ليس خارجيا بل داخلي، وهذا يعني بأن أي صدام داخلي مع الرئيس الداهية «يعني» الصدام مع الجيش والأمن، وما بين هلالين «الدولة»، وذلك يعني الدخول بالسيناريو المصري من ألفه إلى بائه وسينتصر عاجلا أم أجلا.

رغم أنني أمقت التيارات الإسلامية المدارة من جماعة إخوان المسلمين الدولية، ودول إقليمية، مثل النهضة والكرامة في تونس إلا أنني سأسدي لهم نصيحة من ذهب «الأشجار من الرياح تميل لا تنكسر»، بمعنى حافظوا على ما وصلتم إليه ولا تصطدموا بهذا الرئيس الداهية «الشيطان»، فأي صدام معه سيكون مصيركم خلف القضبان، وإذا انحنيتم للعاصفة فستحافظون على ما حققتموه، وستحافظون كذالك على تونس، وهذا الأهم، وبمرور الوقت وحديثي عن «سنون عجاف على التيارات الإسلامية في تونس، فقد تجدون فرصة تطفون فيها على المشهد السياسي التونسي، لكن بحالة أخرى قد تروق للتونسيين، وخاصة العلمانيين.

فالعلمانيون يحبذون الإسلامي الذي يحتسي النبيذ الحلال، وأنتم افهموها وفسروها بطريقتكم.

ولتبسيط المسألة في تونس هناك فيلم أمريكي شهير اسمه (Fracture)؛ أي «الكسر» من أبرز أفلام الإثارة القانونية، وفيه قال بطل الفيلم وهو «مهندس إنشاءات في لوس أنجلوس» للمحامي التابع للمدعي العام «خصمه»: لكل شيء نقطة ضعف ونقطتك الآن يا محام أنك فائز. ونقطة ضعف الرئيس التونسي الداهية حاليا بأنه فائز ومنتصر دستوريا، وما من حل لهزيمته على المدى البعيد إلا الانحناء له، ومسايرة الرياح العسكرية والأمنية، والأمواج التي يقودها قانونيا ودستوريا، حتى تنجلي بسلام على إسلاميي تونس.