يكشف الناقد الإنجليزي بول جونسون، الذي عاصر بعض المثقفين، التناقض بين أفكارهم، ويعرّى الصورة البراقة عنهم، يقدمها بلا رتوش، مستنداً إلى اعترافاتهم ومذكرات القريبين منهم: زوجاتهم، عشيقاتهم، أبنائهم، رفقائهم، ليكشف أن أصحاب الأفكار العظيمة، ليسو سوى أفاقين وانتهازيين وكذابين وشهوانيين ومرتزقة.

متناقضون ومغناطيسيون

منذ زمن فولتير وروسو، ملأ المثقف العلماني الفراغ، الذي خلفه انحطاط رجل الدين في العالم المسيحي بشكل متزايد، وتولى وظائف المرشد الأخلاقي والناقد للبشرية. هذه الصورة الرائعة للعقول التي شكلت العالم الحديث، تدرس المؤهلات الأخلاقية لأولئك الذين أثرت أفكارهم في الإنسانية.

كيف يبدأ المثقفون في الوصول إلى استنتاجاتهم؟ ما مدى دقة فحصهم للأدلة؟ ما مدى احترامهم للحقيقة؟ وكيف يطبقون مبادئهم العامة على حياتهم الخاصة؟ في سلسلة مثيرة من دراسات الحالة والصور الثاقبة، يتحدث جونسون عن هؤلاء الأشخاص كمثقفين لامعين ومتناقضين ومغناطيسيين وخطرين.

تقييم الأفكار

يفحص بول جونسون متسائلا، عما إذا كان المثقفون لائقين أخلاقياً لتقديم المشورة للبشرية.هل تتطابق الممارسات الخاصة للمثقفين مع معايير مبادئهم العامة؟ ما مدى احترامهم للحقيقة؟ ما هو موقفهم من المال؟ كيف يعاملون أزواجهم وأولادهم - شرعيين وغير شرعيين؟ ما مدى ولائهم لأصدقائهم؟ متناولا أسماء غدت رموزا ونجوما لامعة في عالم الفكر والأدب أمثال: روسو، شيلي، ماركس، إبسن، تولستوي، همنجواي، برتراند راسل، بريشت، سارتر، إدموند ويلسون، فيكتور جولانكز، ليليان هيلمان، سيريل كونولي، نورمان ميلر. يفضح بول جونسون هؤلاء المثقفين، ويتساءل عما إذا كان يجب تقييم الأفكار أكثر من الأفراد.

يجب إبعادهم عن السلطة

رأى جونسون أن درب المثقفين مليء بالراديكالية والانحراف.وأوضح قائلا: من المثير للاهتمام رؤية الرجال والنساء، وراء النظريات والأفكار، التي أثرت بشكل كبير في الثقافة خلال القرون القليلة الماضية. قد يكون المثقفون بارعين في الفن أو لديهم مجال معين من الخبرة، ولكن عندما يبدأ المثقف في التعبير عن تأثيره، في منطقة خارج المكان الذي يثبت فيه إتقانه لموضوع ما، فاحذر. عشرات الأشخاص الذين يتم اختيارهم عشوائيًا في الشارع من المرجح على الأقل، أن يقدموا وجهات نظر معقولة حول المسائل الأخلاقية والسياسية، مثل شريحة المثقفين. لكنني سأذهب إلى أبعد من ذلك.

ويضيف: أحد الدروس الرئيسة في قرننا المأساوي، والذي شهد الملايين من الأرواح البريئة، التي تمت التضحية بها في مخططات لتحسين الكثير من الإنسانية، فاحذر المثقفين. ليس فقط يجب إبعادهم عن مقاليد السلطة، بل يجب أيضًا أن يكونوا موضع شك خاص، عندما يسعون لتقديم نصائح جماعية، احذر اللجان والمؤتمرات وروابط المثقفين. عدم الثقة في البيانات العامة الصادرة من صفوفهم.

يكذبون دون وعي

مضمون وجوهر أطروحة جونسون تتلخص في «أننا لا ينبغي أن نصدق ما يقوله المثقفون»، فهو يرى أن «الشيء الوحيد الذي يظهر بقوة من أي دراسة حالة على حدة للمثقفين هو عدم احترامهم للصدق». تتراوح الأكاذيب من الخداع الذاتي والمراجعات الواعية للتاريخ، إلى الأساطير العاطلة والتباهي الجنسي، وخداع الذات ومجرد الاختلاف في الرأي. في حالة الروائي والصحافي الأمريكي همنجواي، يذكر جونسون أنه اعتبر الكذب «جزءًا من تدريبه ككاتب» واعترف بأن الكتاب غالبًا ما يكذبون دون وعي، ثم يتذكرون أكاذيبهم بأسف عميق. ومع ذلك، يتساءل جونسون: «إلى أي مدى يتوقع المثقفون إيراد الحقيقة ويطلبونها من أولئك الذين يحبونهم؟»

مقربات

يوثق جونسون بمهارة البؤس الذي أنتجته «اليوميات المفتوحة» في حياة روسو «الذي اعترف بأن امرأة كان معها عاجزًا قالت، «اترك النساء وشأنهن وادرس الرياضيات»»، تولستوي وزوجته، سونيا «التي دفعت «معركتها الكابوسية لليوميات» تولستوي في النهاية إلى الاحتفاظ بمذكرات «سرية»، والتي أخفاها في أحد أحذيته الخاصة به، والتي عثرت عليها زوجته بالطبع»، وسيمون دي بوفوار «التي أثارت حفيظة نيلسون ألجرين عندما نشرت رسائل حب له قال لها: «لقد كنت مقيما في بيوت الدعارة في جميع أنحاء العالم، والنساء هناك دائما مقربات».

أبرز الفضائح

01

بريخت: كان يقضي ساعات يلطخ جسده بالطين، كي يبدو للعمال واحدا منهم، فينطلي عليهم خداعه

02

ماركس: لم يدخل مصنعاً في حياته وعاش وأسرته عالة على صديقه إنجلز وكان نهما للثروة.

03

روسو: لم يكن سوى زير نساء، مازوشي.

بول جونسون

صحفي ومؤرخ وناقد إنجليزي

ولد في مانشستر، المملكة المتحدة 1928

تلقى تعليمه في المدرسة اليسوعية المستقلة

في أكسفورد. ويكيبيديا

برز لأول مرة في الخمسينيات من القرن الماضي كصحفي يكتب لمجلة نيو ستيتسمان

كاتب غزير الإنتاج ألف أكثر من 40 كتابًا وساهم في العديد من المجلات والصحف.

مؤلفات

تاريخ المسيحية «1979»

تاريخ الشعب الإنجليزي «1987»

ولادة العصر الحديث: المجتمع العالمي، 1815-1830 «1991»

تاريخ الشعب الأمريكي «2000»

تاريخ اليهود «2001»

كتب السير الذاتية لـ:

إليزابيث الأولى «1974»

نابليون «2002»

جورج واشنطن «2005»

البابا يوحنا بولس الثاني «1982»