تحول موضوع إعاشة الحجاج، الذي أثار زوبعة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى كرة ملتهبة من الاتهامات، التي تتقاذفها الجهات ذات الصلة، حيث حاولت كل منها توضيح دورها وحدود مسؤولياتها عن الأمر، في وقت أكد مستشار اللجنة الوطنية للحج والعمرة الحالي، رئيسها السابق سعد جميل القرشي لـ«الوطن»، أن «مسؤولية الخلل الذي شهده موضوع الإعاشة بموسم حج هذا العام، يعود إلى إلزام وزارة الحج والعمرة شركات حجاج الداخل، بالتقيد والتعاقد مع شركات تقدم الإعاشة مسبقة التحضير».

وغير بعيد عن رأي القرشي، رأى كثيرون أن التعامل مع الإعاشة مسبقة التحضير يتطلب وعيا شديدا بتوقيت استلام الوجبة وتوقيت تسخينها وكيفية تخزينها، إلى آخر هذه الأمور ذات الصلة التي تؤثر في جودة الوجبة وتلبيتها للمتطلبات.

مبادرة للتوضيح

بادرت شركة الخطوط السعودية للتموين، وهي إحدى الجهات المعتمدة لتقديم الوجبات مسبقة الطهي للحجاج، إلى تقديم بيان توضيحي كشفت فيه دورها وحدود مسؤولياتها عن تلك الوجبات، وذلك ردا على بعض التعليقات السلبية في وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار البيان التوضيحي إلى أن شركة الخطوط السعودية للتموين، بدأت عام 1436 بتقديم حلول تموينية لمقدمي التغذية، في حملات الحج والعمرة، وأنها قدمت في هذا الصدد نحو 800 ألف وجبة خلال موسم حج 1440، ثم كانت المصنع الحصري لوجبات الحج، خلال الموسم التالي 1441، وهو موسم استثنائي بالنظر لتفشي وباء كورونا، ثم استمرت بتصنيع الوجبات المجمدة مسبقة التحضير خلال موسم حج هذا العام.

آلية تعاقد

وكشف بيان الشركة عن آلية التعاقد معها، كمصنع لتصنيع الوجبات المجمدة مسبقة التحضير، وذكر أنه بعد دخول مقدم التغذية التابع لإحدى حملات الحج، إلى مركز معلومات الإعاشة الوطني الإلكتروني حسب إجراءات وزارة الحج والعمرة، يتم اختيار أحد مصنعي الوجبات المجمدة مسبقة التحضير «شركة الخطوط السعودية للتموين أو أحد المصنعين المعتمدين من قبل هيئة الغذاء والدواء»، وأنه يتم التعاقد إلكترونياً على تقديم الوجبات حسب اشتراطات وزارة الحج والجهات الحكومية المختصة.

وينحصر دور شركة الخطوط السعودية للتموين «مصنع التغذية» في تقديم تزويد مقدمي التغذية بوجبات مجمدة مسبقة التحضير وفق الاشتراطات، وبما يخضع لأنظمة الصحة والسلامة الغذائية وحسب متطلبات واختيارات مقدمي التغذية، كما يتم تسليم الوجبات لمقدمي التغذية وفق آلية استلام وتسليم واضحة مع تدريب مقدمي التغذية على الطرق الصحيحة لتخزين وتحضير وتقديم الوجبات لضيوف الرحمن، إضافة إلى تزويدهم بدليل إرشادي للتعامل مع الوجبات من حيث التخزين والتسخين والتقديم.

انتهاء الدور

شدد بيان الشركة على أن دورها ينتهي بتسليمها الوجبات لمقدم التغذية الذي تنتقل إليه مسؤولية تخزين الوجبات ثم تحضيرها وتقديمها وفق الدليل الإرشادي الصادر عن شركة الخطوط السعودية للتموين، والذي يضمن سلامة وصحة الوجبات المقدمة لضيوف الرحمن.

وبيّن أن الامتعاض الذي حفلت به مواقع التواصل يتلخص في عدم تقبل فكرة الوجبات المجمدة مسبقة التحضير من حيث المبدأ، وأن هذا يتطلب توعية عامة بفوائدها بالنظر الى بيئة الحج، وكذلك لمستوى خدمة بعض مقدمي التغذية من حيث تخزين وتسخين الوجبات وتقديمها ومخالفة الدليل الإرشادي المزودين به، إضافة لانتقادات عامة لاختيارات الوجبات بغض النظر عن الجودة وهذا يتطلب دراسة سوقية من قبل مقدمي التغذية إضافةً إلى عمل استبيانات الرضا.

وأوضح أن عدم التزام بعض مقدمي التغذية بالطرق الصحيحة المنصوص عليها في الدليل الإرشادي فيما يخص تخزين وتحضير وتقديم الوجبات أدى إلى ظهور وجبات -حسب صور متداولة- لا تتوافق مع معايير الجودة والسلامة المعمول بها في شركة الخطوط السعودية للتموين، والمنصوص عليها من قبل وزارة الحج والجهات الحكومية المختصة.

تبرؤ من المسؤولية

على جانب آخر، رأى متابعون أنه من غير العادل تحميل طائفة الإعاشة مسؤولية التذمر من الوجبات، وشددوا على أن مسؤولية اختيار الوجبات ونوعيتها تبقى منوطة بشركات ومؤسسات حجاج الداخل، ولا يمكن أن تكون الطائفة ملومة في هذا الجانب.

ويبقى موضوع التخزين والتسخين ضمن إطار واجبات مقدمي الخدمة، خصوصاً أن شركة الخطوط السعودية للتموين التي تنحصر مسؤوليتها التعاقدية حسب تأكيدات بيانها في تصنيع الوجبات المجمدة المسبقة التحضير وفق المواصفات المطلوبة من شركات ومؤسسات حجاج الداخل، ومع ذلك فقد بادرت خلال الموسم إلى تكليف مراقبين ميدانيين للجودة والصحة العامة، تولوا مهمة زيارة مقدمي التغذية للتأكد من سلامة إجراءاتهم وتوعيتهم بتصحيحها، وانتهى ذلك إلى إصدار الشركة تقريرا يوضح الخلل الحاصل من بعض مقدمي التغذية ومخالفتهم للدليل الإرشادي المسلّم لهم وجميع ما تضمنته الدورات التدريبية المقدمة لهم.

مبررات الامتعاض

01

عدم تقبل فكرة الوجبات المجمدة مسبقة التحضير من حيث المبدأ.

02

مستوى خدمة بعض مقدمي التغذية من حيث تخزين وتسخين الوجبات وتقديمها.

03

مخالفة بعض المقدمين للدليل الإرشادي المزودين به لتخزين وتسخين وتقديم الوجبات.

04

انتقادات عامة لاختيارات الوجبات بغض النظر عن الجودة.

05

إلزام شركات حجاج الداخل بالتقيد والتعاقد مع شركات تقدم الإعاشة مسبقة التحضير.